بقيت مسألة السيادة على الحرم الشريف محور المساعي الاميركية الرامية الى تقريب المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين من اتفاق، في جولة بدأت اول من امس في نيويورك باجتماعات بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وكل من الفريقين الفلسطيني والاسرائيلي. وسعت الديبلوماسية الفلسطينية الى طرح القضايا الاخرى المهمة في المفاوضات لئلا يبقى الطرف الفلسطيني الوحيد الذي يُضغط عليه في مسألة القدس. واكد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في لقاء مع مجموعة من الشخصيات العرب - الاميركيين ان "لا أخذ ولا عطاء" في موضوع القدس. وقال: "ان كل عربي او مسلم وكل انسان فيه انسانية يجب ان يكون مع القدس، لأن القدس تاريخ وأصل ولا يمكن، لا يمكن، التخلي عنها ابداً". وتجنّب الأمير عبدالله شرح دور المملكة الذي تحدث عنه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالنسبة الى الاسابيع الخمسة المقبلة. وقال رداً على سؤال ل"الحياة" ان المملكة والعرب والمسلمين "يفوّضون اخواننا الفلسطينيين لأنهم أدرى بفلسطين. ونحن معهم بالقدس على الخير وعلى الشرّ". وقال الرئيس الاميركي بيل كلينتون امس ا ف ب، رويترز انه لم يحدث انفراج حتى الآن في المفاوضات و"لا يوجد ما يدعو للأمل أو الى اليأس". واضاف قبل محادثات في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ان الكل "يعمل بجد لكن ليس لدي شيء اقوله، يجب ان تكون متفائلاً فقط بحقيقة انهم يعملون، لكن لا توجد اختراقات ولا يوجد سبب للامل ولا سبب لليأس". وأكد انه مستمر في بذل اقصى مساعيه بهدف احلال السلام. واوضح "انهم يسعون الى تحقيق اختراق ويعرفون ان امامهم اطار زمني قصير. انهم يعملون لتحقيقه. سادوام العمل لتحقيقه... نعمل لتحقيقه". وحسب مصادر مطلعة، ان ما يُطرح الآن في المفاوضات الاميركية - الفلسطينية، والاميركية - الاسرائيلية، يشمل صيغاً مختلفة ابرزها صيغة "اللاسيادة" على الحرم الشريف وصيغة "سيادة اسلامية - دولية" مشتركة تفوّض الى فلسطين بضمانات وبشروط. وحسب مصادر اخرى هناك "تكتّم اميركي" كبير على الطروحات والمواقف "خوفاً من ان تؤدي الافكار الى اثارة انتقاد وضغوط من العرب والمسلمين بما يصعّب على الفلسطينيين التجاوب معها". وزادت المصادر ان الرئيس عرفات "تجاوز الضغوط الاميركية بعدما ادرك الأميركيون ان لا مجال إلا لسلطة فلسطينية على الحرم الشريف ترافقها تعهدات وضمانات معينة" تتجاوب مع المشاعر الاسلامية. واعتبرت هذه المصادر ان طروحات الاسرائيليين هدفها "اللف والدوران لتكون لهم سلطة على الحرم" عاجلاً أو آجلاً. وتوجه وزير التخطيط الفلسطيني الدكتور نبيل شعث الى واشنطن أمس للاجتماع بمستشار الأمن القومي ساندي بيرغر، حسب مصادر فلسطينية، فيما استمر الفريق الفلسطيني المفاوض الذي يضم السيدين صائب عريقات ومحمد دحلان في اجتماعات نيويورك. ونُقل عن وزير الخارجية الاسرائيلي بالوكالة شلومو بن عامي قوله انه باقٍ في نيويورك لفترة 10 أيام، ما أوحى بأن جولة المفاوضات قد لا تقتصر على 48 ساعة، كما كان مقرراً في بداية انعقادها. واجتمع بن عامي أمس مع وزير الخارجية الأردني السيد عبدالاله الخطيب الذي شدد في خطابه أمام الجمعية العامة على المساواة بين اللاجئين الفلسطينيين وتطبيق حق العودة على جميع اللاجئين. وقال: "ان حقوق اللاجئين والنازحين بالعودة والتعويض، وحقوق الأردن بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية تسمو على الاعتبارات الأخرى". وزاد ان الأردن "سيقبل فقط بالتسوية التي تحافظ على حقوقه القانونية وتضمن سلاماً دائماً في المنطقة، وبخلاف ذلك، سيبقى النزاع مفتوحاً، وسيحمل بذور عدم الاستقرار في المنطقة، علماً بأن موقف اللاجئين في الأردن سيكون مفتاحاً حيوياً في ما يتعلق بنجاح أية تسوية يتم التوصل اليها".