قبضت السلطات المصرية على قيادي في تنظيم "الجهاد" ظل فاراً 15 سنة، بعد صدور حكم غيابي في حقه العام 1993 بالأشغال الشاقة لمدة 5 سنوات. وقال محامي الجماعات الإسلامية في مصر السيد منتصر الزيات ل"الحياة" ان قوة من الشرطة دهمت قبل أيام مسكن محمد عبدالوهاب عبدالرحمن في مدينة السلام، شرق العاصمة حيث لجأ عقب صدور الحكم عليه واقتادته إلى أحد مقار الشرطة حيث خضع لتحقيقات عن نشاطه في الفترة الماضية. وذكر الزيات أن موكله كان اتهم العام 1986 مع نحو 50 آخرين من عناصر "الجهاد" في قضية أحيلت على القضاء العسكري، لكن الدفاع طعن أمام محكمة القضاء الإداري ضد قرار إحالة القضية على محكمة عسكرية، وحصل على حكم لمصلحة المتهمين فأعيدت القضية إلى محكمة أمن الدولة التي ظلت تنظر فيها حتى اصدرت الأحكام العام 1993. وظل عبدالرحمن الذي ينتمي إلى محافظة الشرقية مطارداً منذ كشف تنظيمه العام 1985. وتنقل بين محافظات عدة قبل ان يستقر في القاهرة. وأكد الزيات أن موكله لم يمارس أي عمل مخالف للقانون أثناء فترة فراره، ونفى أن يكون سافر إلى افغانستان أو أي دولة أخرى. وقال ان اسم موكله لم يرد في أي من قضايا العنف الديني التي نظرت أمام محاكم عسكرية وأمنية خلال سنوات العنف المتبادل بين الحكومة والأصوليين التي امتدت منذ بداية العام 1992 وحتى نهاية العام 1997، مشيراً الى أن إعادة محاكمة موكله تتعلق بالوقائع التي حوكم عنها غيابياً، دون إضافة أي تهم جديدة له تتعلق بالفترة التي ظل فيها فاراً. ووفقاً للقانون المصري فإن المحكومين غيابياً من محاكم أمن الدولة تعاد محاكمتهم ثانية، اثر القبض عليهم مباشرة على عكس المحكومين غيابياً من محاكم عسكرية الذين تطبق الأحكام الصادرة في حقهم عقب القبض عليهم مباشرة. وحدد النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد غداً السبت موعداً لبدء محاكمة عبدالرحمن مجدداً أمام إحدى دوائر محكمة أمن الدولة العليا. في موازاة ذلك، وقبل أيام من فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية المصرية المقررة الشهر المقبل، مددت نيابة أمن الدولة أمس اعتقال 16 من قادة جماعة "الاخوان المسلمين" على ذمة التحقيق، اعتبرتهم يمثلون أعضاء "مجلس شورى" التنظيم في محافظة المنوفية. وبين المتهمين اثنان كانت الجماعة تنوي ترشيحهما للانتخابات هم الاستاذ في كلية الهندسة مصطفى عبدالمولى نوفل والمهندس حسنى إبراهيم شهاب الدين. وأطلقت النيابة ثلاثة من المتهمين في القضية نفسها هم أحمد البعلاوي ومحمد رمضان وسامح شوقي. وكانت الشرطة المصرية قبضت على هؤلاء في 26 آب اغسطس الماضي اثناء اجتماع عقدوه في منزل احدهم واحالتهم على النيابة التي وجهت اليهم تهماً عدة بينها "التخطيط لاستغلال مناخ الحملات الانتخابية لتحريض الجماهير على الحكومة في البلاد". وتسلمت النيابة مذكرة من جهاز مباحث أمن الدولة ذكرت ان رجال الامن وجدوا المتهمين يراجعون كتاب "رسائل حسن البنا" اثناء الاجتماع المذكور. واعتبر "الاخوان" القبض على المتهمين "نقلة نوعية" في حملات الحكومة عليهم، اذ تركزت الاعتقالات، في الشهور الثلاثة الماضية، على العناصر الفاعلة في الانتخابات.