طلبت مصر من النمسا تسليمها أصولياً فاراً من تنفيذ حكم غيابي بالاشغال الشاقة لمدة 15 سنة. وقال محامي "الجماعات الإسلامية" في مصر السيد منتصر الزيات ان محمد عبدالرحمن بلاسي عشري الذي كان غادر مصر للمرة الاخيرة في آذار مارس العام 1994 بعدما تعرض للاعتقال مرات عدة، سافر إلى البانيا وأقام فيها سنة ثم انتقل الى النمسا وقدم طلباً للحصول على اللجوء السياسي و"هو يواجه خطر الترحيل الى مصر بعدما قدمت السلطات المصرية طلباً الى الحكومة النمسوية لتسليمه". واضاف الزيات انه سيسعى الى تدبير اوراق ووثائق تفيد ان موكله معارض سياسي، وأكد أن الحكم الصادر ضده من محكمة أمن الدولة "قضية سياسية". يذكر أن القضية التي دين فيها عشري غيابياً صدرت الاحكام فيها في كانون الاول ديسمبر العام 1995، ودارت وقائعها حول قيام أصوليين محسوبين على "جماعة الجهاد" بالسطو على محلات للمشغولات الذهبية واستحلال اموال غير المسلمين. وأفادت مصادر مصرية ان عشري متهم في قضية أخرى ما زالت امام النيابة تتعلق بمحاولة إحياء "تنظيم الجهاد"، في محافظة الشرقية اتهم فيها 25 اصولياً على رأسهم القيادي البارز شحته ابو سبحة. وأشارت الى ان اوراق القضية اثبتت وجود علاقة بين بلاسي وقادة التنظيم المقيمين في افغانستان، وبينهم ثروت صلاح شحاتة الفار من تنفيذ حكم غيابي صدر ضده بالاعدام في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي. ومعروف ان اصولياً مصرياً آخر حكم في القضية نفسها وصدر ضده حكم بالاعدام غيابياً هو عادل السيد عبدالقدوس، يقيم حالياً في النمسا ايضاً، وقدم طلباً للحصول على اللجوء السياسي لكن الطلب رفض فلجأ الى المحكمة العليا للطعن في قرار الرفض. ولم تفصل المحكمة في الطعن بعد. وتسلمت مصر العام الماضي عدداً من الاصوليين غالبيتهم من المحسوبين على "جماعة الجهاد" من البانيا وأذربيجان وبلغاريا وجنوب افريقيا والكويت وليبيا والامارات. وحوكم بعض هؤلاء أمام محكمة عسكرية في قضية "العائدون من البانيا"، في حين ينتظر آخرون منهم المحاكمة في قضايا اخرى.