أعلن الحزب الحاكم في السودان انه يسعى الى تفعيل اتفاق الحكومة مع حزب الأمة المعارض الذي وقع العام الماضي في جيبوتي. ولم يستبعد مشاركة الحزب في الحكومة المقبلة. لكن حزب الأمة اعتبر انه يفاوض الحكومة بهدف التوصل الى برنامج مشترك لدفع عملية السلام والديموقراطية، واعتبر ان ذلك يمكن ان يؤدي الى حكومة قومية أو انتقالية. ورحب الحزب الاتحادي الديموقراطي المسجل بدعوة الرئيس عمر البشير لتشكيل حكومة برنامج وطني. توقع الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور ابراهيم أحمد عمر مشاركة حزب الأمة في الحكومة إذا تم الاتفاق على برنامج". وقال في تصريحات للصحافيين امس ان الحكومة "تسعى الى تفعيل اتفاق نداء الوطن الذي وقعته مع حزب الأمة في جيبوتي العام الماضي". واكد التزام الخرطوم اتفاقها مع حزب "الأمة" والبرنامج الموقع بين الحزب الحاكم والحزب "الاتحادي الديموقراطي" المسجل بقيادة الشريف زين العابدين الهندي. وتابع ان "الحوار مستمر، واذا تحققت البرامج والأهداف فماذا يمنع قيام حكومة قومية". ودعا نائب رئيس حزب "الأمة" الدكتور عمر نورالدائم الى تنشيط اتفاق الحكومة مع حزب "الأمة" في جيبوتي دفعاً لمسيرة الحل السياسي". وقال ل"الحياة" أمس ان حزبه يفاوض الحكومة والقوى السياسية للتوصل الى برنامج مشترك لدفع عملية السلام والديموقراطية، لكنه أوضح ان الاتصالات "لم تتبلور في اتفاق بعد"، مضيفاً: "من الممكن ان يتم التوصل الى اتفاق وبرنامج وطني تنفذه حكومة قومية أو انتقالية". واكد ان حزبه "مهموم بتسريع خطوات التسوية السياسية"، وان الحزب قدم أخيراً مذكرة الى وزيري الخارجية المصري والليبي في هذا الصدد، واقترح عقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير والزعيم الليبي معمر القذافي مع قادة المعارضة السودانية للنظر في وضع الترتيبات النهائية لعقد موتمر حوار وطني يضع حداً للأزمة السودانية، ويقر اتفاقاً سياسياً وبرنامجاً وطنياً عبر المبادرة المصرية - الليبية، واعتبر ان "بطء مسيرة الحل السلمي يفتح الباب أمام فرض إرادة الآخرين على السودانيين". وانتقد عدم تقديم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض دعوة الى حزب الأمة لحضور مؤتمره الثاني الذي ينظر في استقالة أمينه العام مبارك المهدي، والمطالب التي تقدم بها الحزب ومنها تعديل ميثاق التجمع واعادة النظر في هيكل القيادة. واتهم "الحزب الشيوعي وحركة التمرد" بدفع هيئة قيادة التجمع الى "رفض دعوة حزب الأمة". وقال: "إذا التزم مؤتمر التجمع بالحل السلمي وآلياته من دون غموض، وأصلح هياكله فإن حزب الأمة سيلتقي معه في ملتقى الحوار". وأعلن ان حزب "الأمة" سيبعث مراقباً الى مؤتمر مصوع من قياديي الحزب في القاهرة، وان الحزب قرر ان يشارك القيادي في الحزب رئيس التجمع في الداخل عبدالرحمن نقدالله ضمن وفد التجمع في الداخل. واضاف: "إذا كان التجمع في الداخل لديه استعداد لأن يكون في خطابه امام المؤتمر، ايجابياً نحو مطالب حزب الأمة، فإن نقدالله سيلقي الخطاب باسم تجمع الداخل من دون ضبابية في موقف حزب الأمة". الى ذلك، رحب الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي المسجل الشريف زين العابدين الهندي بدعوة الرئيس عمر البشير الى توسيع قاعدة الحكم وتشكيل حكومة برنامج وطني. وقال ان ما طرحه البشير "أكبر دليل على ان القوى الوطنية تسير في نهج الاصلاح". ودعا القوى السياسية المعارضة الى "المشاركة في حكومة وطنية تتجاوز الاحزاب والطوائف والمبادرات المطروحة للتسوية السياسية وتتجه نحو التوصل الى الحل الوطني".