يحمل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الرقم 29 في قائمة المتحدثين في الجلسة الافتتاحية لقمة الألفية، في الأممالمتحدة، والتي يستهلها الرئيس الاميركي بيل كلينتون وتضم 33 متحدثاً. ويلي عرفات مباشرة نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز، ثم وزراء خارجية النمسا وسورية وعمان. وهذا التدرج يعكس الأهمية السياسية لما يكاد يكون اعتراف الأمر الواقع العالمي بدولة فلسطين علماً ان فلسطين ليست دولة عضواً في الاممالمتحدة. ويرافق هذه المعاملة البروتوكولية اللافتة اهتمام واسع بالملف الفلسطيني لا سيما ان زعماء دول كبرى مثل الولاياتالمتحدةوفرنساوبريطانيا، حرصوا على ادراج اجتماعات ثنائية مع كل من عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والعاهل الأردني الملك عبدالله وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في محاولة رفيعة المستوى لإحياء المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، وايجاد حلول لقضية القدس. وفيما يتزايد التركيز على الملف الفلسطيني أثناء القمة الألفية وعلى هامشها، انحسر الاهتمام بالملف العراقي، وبات تجاهله لافتاً، والسبب يعود اساساً الى الخلافات الواسعة على هذا الملف، الى جانب اعطاء الأولوية للموضوع الفلسطيني. الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعتذر عن عدم الموافقة على لقاء ثنائي مع طارق عزيز، طلبه الأخير بسبب "التركيز على عملية السلام" بحسب مصدر فرنسي، أفاد ان شيراك سيلتقي ثنائياً كلاً من الرئيس الاميركي وعرفات وباراك والملك عبدالله، الى جانب مشاركته في اجتماعات مجلس الأمن، واجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية، والطاولة المستديرة، ومخاطبة قمة الألفية، ولن يتمكن من لقاء كثيرين بينهم طارق عزيز. المصادر العراقية اشارت الى "البادرة الايجابية" من بغداد عبر مشاركة الشخصية السياسية الأساسية في القمة، وعزت عدم تناول الملف العراقي لا في قمة الألفية ولا في قمة مجلس الأمن ولا في البيانات التي ستصدر الى عمق الخلافات في شأن هذا الملف. وسيشارك طارق عزيز في مجموعة لقاءات ثنائية مع كثير من قادة الدول، كما يحضر الطاولة المستديرة الثالثة التي يرأسها الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وكانت زيارة الأخير لبغداد أثارت امتعاضاً في كثير من العواصم، وقد تكون واحداً من أسباب عدم مشاركة كثيرين في طاولته المستديرة. وبين اللقاءات الثنائية لنائب رئيس الوزراء العراقي اجتماع مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، والرئيس الصيني جيانغ زيمين. الرئيس الفلسطيني سيشارك في الطاولة المستديرة الثانية التي يرأسها رئيس بولندا، بحضور زعماء كبار الدول، وتضم حتى الآن فرنساوبريطانيا والاردن والسعودية. وسيعقد عرفات اكثر من 30 لقاء ابرزها مع كلينتون وشيراك والملك عبدالله ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير. وحتى الآن، ليس مدرجاً على جدول لقاءاته اي اجتماع مع باراك. لكن القمة الاميركية - الفلسطينية - الاسرائيلية تبقى واردة، رهن ما يستجد على صعيد المفاوضات وراء الكواليس الجارية في العواصم على أعلى المستويات. وفيما يستحيل ان يعلن عرفات اقامة الدولة الفلسطينية اثناء قمة الالفية اذا لم يحدث اختراق وتتوصل المفاوضات الى اتفاق، اعتبر مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة الدكتور ناصر القدوة، ان مخاطبة عرفات القمة "في الجلسة الاولى وقبل نواب رؤساء الوزراء، ووزراء خارجية دول اعضاء في الاممالمتحدة، امر لم يحدث ولن يحدث في المستقبل". واعتبر ان "أهمية ذلك فائقة"، وهو بمثابة "اعتراف الأمر الواقع بقيام دولة فلسطين". وسيصل عرفات الى نيويورك غداً آتياً من كندا، ويغادر الجمعة، وتعقد الاربعاء الاجتماعات الثنائية الاكثر اهمية المعنية بعملية السلام. وتفتتح قمة الالفية الاربعاء بخطاب كلينتون، وتضم الجلسة الافتتاحية 33 متحدثاً بينهم رؤساء وفود روسياوفرنساوبريطانيا والمانيا والسعودية والاردن وفلسطين والعراق وسورية.