كان موضوع اعلان تجسيد سياحة الدولة الفلسطينية على الأرض، المحور الرئيسي في محادثات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس أمس. واكتسب اللقاء أهمية خاصة، اذ تزامن مع تسلم فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي، وعقد قبل يوم من اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في غزة، والذي سيبحث في موضوع اعلان الدولة، ومن المهم لعرفات استطلاع رأي فرنسا وأوروبا في هذا الموضوع. وأعلن عرفات أمام قصر الاليزيه ان "عملية السلام تواجه منعطفاً خطيراً وهذه هي النقطة الأساسية التي بحثتها مع الرئيس شيراك، في هذا اليوم الذي تبدأ فيه فرنسا رئاستها الاتحاد الأوروبي. نحن نتطلع الى دور فاعل وسريع لأوروبا لدفع عملية السلام مع الطرف الأميركي والأطراف العربية والراعي الروسي وبقية المجموعة الدولية". بدأ اللقاء منفرداً بين شيراك وعرفات، ثم تحول الى غداء عمل موسع. وبعد اللقاء، قالت كاترين كولونا الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية ان الرئيسين بحثا مجمل القضايا المتعلقة بعملية السلام، ومنها إعادة الانتشار الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية الانسحاب الثالث، والمفاوضات حول الوضع النهائي، ومسألة اعلان الدولة الفلسطينية. وزادت ان شيراك أخذ علماً بما قاله عرفات، ويعتزم نقل ذلك الى شركائه الأوروبيين والتشاور معهم، مشيرة الى ان الرئيس الفرنسي أكد لعرفات المبادئ التي ترتكز عليها عملية السلام وهي: القرار 242 والقرارات الأوروبية التي اتخذت في برلين في اذار مارس 1999، وأعيد تأكيدها في البرتغال أخيراً، حول حق الفلسطينيين في دولة قابلة للعيش. وقالت مصادر فرنسية مطلعة ل"الحياة" ان فرنسا ستحاول أن تساعد في التوصل الى وفاق أوروبي وألا تكون هناك ردود فعل متبعثرة في حال لم يتوصل الفلسطينيون والاسرائيليون الى اتفاق، ويقرر الجانب الفلسطيني اعلان دولة. وتابعت المصادر انه في حال قرر الجانب الفلسطيني اعلان الدولة من دون اتفاق ينبغي ان يتوصل الاتحاد الأوروبي الى اتفاق لتنفيذ قرار برلين بالنسبة الى الدولة. لكن المصادر أوضحت ان الأجواء ليست واضحة بعد لجهة احتمال الاتفاق أو عدم التوصل الى اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وزادت المصادر ان فرنسا نصحت الجانب الفلسطيني بأن يعد لتحديد مواصفات مؤسسات الدولة، على ان تكون لدى اعلانها قائمة على مبادئ الديموقراطية والانتماء الى الاسرة الدولية، من اجل تسهيل الاعتراف بها. ورأت المصادر الفرنسية ان اعلان الدولة اذا تم في 13 ايلول سبتمبر المقبل، ولو في غياب اتفاق، ينبغي الا يحول دون استئناف المفاوضات والا يكون حجّة لاسرائيل كي تعدل عن اقامة سلام مع الفلسطينيين. وفي شأن موضوع القمة الثلاثية التي يفترض ان تضم عرفات وايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الاميركي بيل كلينتون، قال عرفات بعد لقائه شيراك: "هناك وفود للتفاوض بحسب الاتفاق الذي تم مع الوزيرة مادلين اولبرايت، ثم تتتابع الجلسات التفاوضية، ثم يقرر الرئيس كلينتون متى سيكون اجتماع القمة بيننا في واشنطن". وذكرت مصادر فرنسية مطلعة ان شيراك يرى ان القمة الثلاثية يمكنها ان تكون مفيدة شرط التحضير لها في شكل جيد، وان من السابق لأوانه عقدها قبل تحضير لنجاحها لبضعة اسابيع على الاقل. وحضر لقاء الرئيسين الفرنسي والفلسطيني، وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث وليلى شهيد مفوضة فلسطين في فرنسا، ونبيل ابو ردينة المستشار الاعلامي لعرفات، وخالد سلام المستشار الاقتصادي. الى ذلك اعلن البيت الابيض ان الرئيس كلينتون بحث في اتصال هاتفي مع باراك فرص السلام في المنطقة، ولم يتخذ اي قرار في شأن القمة الثلاثية.