احبطت "ضغوط" رحلة ثاني طائرة من باريس الى بغداد مباشرة، عشية زيارة وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت للعاصمة الفرنسية، فيما حطّت طائرة يمنية في "مطار صدام" في العاصمة العراقية عند الرابعة بعد ظهر أمس في رحلة هي الأولى منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990. وأقلت الطائرة اليمنية حوالى ستين شخصاً يمثلون وفداً حكومياً وبرلمانياً وحزبياً وشعبياً، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالقادر باجمال ووزير الاعلام عبدالرحمن الأكوع. وكان مقرراً للطائرة أن تغادر صنعاء في الثامنة والنصف صباحاً لكن تأخير موافقة السلطات في الطيران المدني السعودي على مرورها في الأجواء السعودية مباشرة الى بغداد أدى الى تأخير الإقلاع ثلاث ساعات عن موعدها، ثم وافقت السلطات السعودية على عبور الطائرة اليمنية نحو الأجواء الأردنية وليس الى الأجواء العراقية مباشرة، وذلك بعد اتصالات رفيعة المستوى بين صنعاء والرياض. وكانت الطائرة عادت الى مطار صنعاء بعدما حلقت في الأجواء لمدة ثلاثين دقيقة. باجمال: رسالتنا انسانية ونقلت الطائرة نحو 16 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية هدية رمزية من الشعب اليمني الى الشعب العراقي. وتلت الرحلة رحلة الطائرة الأردنية الى بغداد الأربعاء الماضي، واعد لها على أعلى المستويات في صنعاء. وأكد باجمال ان الخارجية اليمنية أبلغت لجنة العقوبات أول من أمس بالرحلة من دون أن تطلب الموافقة. واعتبر رحلة الطائرة اليمنية "مساهمة انسانية وعربية في التخفيف معنوياً" من معاناة الشعب العراقي. وأضاف: "رسالتنا انسانية وغايتنا واضحة، تعني الكثير مما يعكس مشاعر الشعب اليمني تجاه اشقائه في العراق". وتابع في تصريحات أدلى بها في "مطار صدام" ان رحلة الطائرة اليمنية لا تخرق الشرعية الدولية، مذكراً بأن "دولاً في مجلس الأمن فرنساوروسيا أقدمت على هذه الخطوة، ونأمل بأن تساهم مبادراتنا في فك الحصار المفروض على الشعب العراقي تخفيفاً لمعاناته التي استمرت طويلاً". ويضم الوفد الذي أقلته الطائرة رؤساء الكتل في البرلمان اليمني وممثلات عن النقابات النسائية ومسؤولين في الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وفي احزاب المعارضة ورؤساء واعضاء النقابات والمنظمات الجماهيرية والاتحادات العمالية والمهنية، وعدداً من الصحافيين. وفي "مطار صدام" نوه نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز بالموقف اليمني مشيراً الى "مبادرات مماثلة ستظهر قريباً". واضاف ان موقف واشنطن ولندن من الرحلات الجوية الى بغداد "ضعيف وغير قانوني، فكل القرارات الدولية لم تنص على منع الرحلات الجوية المدنية من العراق واليه". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن باجمال قوله ان "المبادرات الاخرى الروسية والفرنسية تفتح آفاقاً جديدة لنظام جديد في الشرق الأوسط". رحلة الطائرة من باريس الى ذلك، احبطت "ضغوط" رحلة طائرة كان متوقعاً ان تقلع امس من باريس الى بغداد مباشرة، في ثاني خطوة من نوعها خلال اسبوع. وحمّل المسؤول عن تنظيم الرحلة الأب بوانيك الحكومتين الفرنسية والبلجيكية مسؤولية فشلها، وقال ان باريس وبروكسيل مارستا ضغوطاً قوية لمنع شركات الطيران من "وضع احدى الطائرات في تصرفنا، بهدف عدم احراج مجلس الأمن، والوزيرة اولبرايت" التي ستصل الى باريس الاثنين راجع ص2. وعلمت "الحياة" ان المنظمين اتصلوا بشركة طيران ايطالية، وافقت على وضع طائرة تحت تصرفهم لنقلهم الى روما ثم الى بغداد، لكنهم أبلغوا لاحقاً ان سلطات الطيران المدني الايطالية لن تسمح لهم بالإقلاع من الأراضي الايطالية. وفشلت محاولة اخرى للمنظمين للتوجه الى بغداد على متن طائرة روسية، بعدما أبلغتهم السلطات الفرنسية عدم موافقتها على اقلاعهم من باريس، الى ان يقدموا الوثائق الضرورية لنقلها الى لجنة العقوبات. وفي روسيا أعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان مواقف باريس وموسكو من الموضوع العراقي "متماثلة لكنها ليست متطابقة تماماً". ودعا في مؤتمر صحافي اثر محادثات مع مسؤولين في الكرملين الى رفع العقوبات عن العراق "بقرار جديد من مجلس الأمن".