يستعد لبنان اليوم لإسدال الستار على المعارك الانتخابية التي عكست مؤشرات معركة سياسية، ينتظر ان تستمر بعد انتهاء المرحلة الثانية والأخيرة من عمليات الاقتراع، التي تجرى اليوم في محافظاتبيروت ثلاث دوائر، والجنوب دائرة واحدة والبقاع ثلاث دوائر، وسط احتقان سياسي يشكل موضوع رئاسة الحكومة المقبلة وشكلها أحد عناوينه الرئيسية، اضافة الى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان راجع ص4. وتتجه الانظار الى المعركة الانتخابية في العاصمة بيروت، مركز القرار السياسي ورمز التوازنات السياسية. وعشية المرحلة الأخيرة، لاختيار 65 نائباً، أعلن رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص الذي تنافس لائحته في الدائرة الثالثة من العاصمة، لائحة يدعمها خصمه رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ان حكومته "تتعهد التزام الحياد في المعركة الانتخابية"، مذكراً بأنها "أوفت وعدها في الجولة الأولى" في الجبل والشمال الأحد الماضي. وأكد عزم الحكومة على "المحافظة على أمن الانتخابات وحريتها ونزاهتها". وإذ تجنب الحص أي كلام انتخابي من النوع الذي قاله في الأيام الأخيرة في معركته مع الحريري، كان لافتاً اعلان دمشق أمس عبر صحيفة "الثورة" الحكومية ان الانتخابات في لبنان "خطوة نحو تطوير الحياة السياسية لاستكمال مشاريع كل الفرقاء وتفعيل الحوار والتنافس في صراع القناعات بدل صراع الميليشيات". وأكدت "الثورة" وغيرها من الصحف السورية موقف دمشق "البقاء على مسافة واحدة من كل الأطراف"، مشيرة الى "لقاء الرئيس بشار الأسد كل الأطراف الحكومية والمعارضة"، ونتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التي "اظهرت حصول المعارضة على مكاسب كبيرة على حساب مرشحي الحكومة". ورأت "الثورة" ان "الوقت حان لاستعادة الحوار السياسي حيويته من اجل تطوير التمثيل النيابي". والتقت "الحياة" الحريري الذي قال رداً على اسئلتها ان "لا اكتساح لبيروت... وهدفي ان يحاسب الناس في التصويت هذه الحكومة التي لم تسمح الظروف بمحاسبتها". كذلك التقت "الحياة" النائب تمام سلام الذي يتزعم لائحة في الدائرة الثانية تنافس لائحة يدعمها الحريري، فأكد التزامه موقع الوسط في الصراع الدائر في بيروت "لأن التوافق الوطني مطلوب". بري - نصرالله وعقد رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله اجتماعاً أكدا خلاله اتفاقهما على اللائحة الائتلافية في الجنوب، التي تضم مرشحيهما وآخرين حلفاء، داعيين مناصريهما الى التزامها كاملة. ويأمل مرشحون على لوائح غير مكتملة، تنافس الائتلاف بين "أمل" و"حزب الله" في البقاع ايضاً، باختراق لوائحه عبر تبادل للأصوات مع مرشحين آخرين. ونفّذ الجيش والقوى الأمنية انتشاراً في المحافظات الثلاث حفاظاً على الأمن، فيما اعلن الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية في الجنوب تيمور غوكسيل ان هذه القوات "ليست في وارد تكثيف دورياتها في المناطق الجنوبية المحررة لأن الانتخابات شأن محلي"، معتبراً ان "السلطات الأمنية قادرة على الحفاظ على الأمن بقواها الذاتية". وأشار الى انها لم تطلب من القوات الدولية أي مساعدة. يذكر انها المرة الأولى التي تجرى انتخابات في المناطق الحدودية منذ الانسحاب الاسرائيلي وفي اقلام اقتراع داخل هذه المناطق.