لم يبق أمام الحملات الانتخابية اللبنانية، للمرحلة الثانية من عمليات الاقتراع، سوى بضع ساعات لتبدأ ساعة الحقيقة مع صناديق الأصوات، غداً صباحاً. وفيما كان طبيعياً ان تبلغ هذه الحملات ذروتها أمس، في محافظاتبيروت والجنوب والبقاع، علمت "الحياة" ان عدد البطاقات الانتخابية التي استخرجت من وزارة الداخلية بلغ 220 الفاً، من أصل 397 ألف ناخب مسجلين على اللوائح الرسمية في بيروت. ولم تصدر ارقام واضحة عن عدد البطاقات الانتخابية الصادرة في البقاع حيث عدد الناخبين 443602، وسط توقعات بانخفاضها، في حين تفاوتت المعلومات عن عدد البطاقات في الجنوب، في ظل وجود 597 الف ناخب على اللوائح الرسمية. لكن مصادر اللائحة الائتلافية بين "أمل" و"حزب الله" تحدثت عن استخراج نحو 300 الف بطاقة، أما مصادر لائحة الرئيس السابق للمجلس النيابي كامل الأسعد فأشارت الى ان عدد البطاقات 260 ألفاً، فيما قالت مصادر لائحة اليسار و"الخيار الديموقراطي" ان العدد بلغ 243 ألفاً. وتتركز جهود المتنافسين اليوم على الترتيبات التنظيمية النهائية للمنافسة الانتخابية، وبدأت قوى الجيش اللبناني انتشارها في المحافظات الثلاث. وقالت مصادر مرشحين معارضين في بيروت انهم أجروا اتصالات بمسؤولين أمنيين لإبلاغهم حصول مداخلات مع بعض فئات الناخبين، فأكد هؤلاء حياد السلطة وان القوى الأمنية ستحصر مهمتها في حفظ الأمن وتأمين نزاهة عمليات الاقتراع. وعلمت "الحياة" ان تعليمات مشددة اعطيت للجيش بالبقاء على الحياد، أسوة بمحافظتي جبل لبنان والشمال، في ظل تأكيد المسؤولين السوريين وجوب الحفاظ على الاستقرار وتأمين صورة راقية لسير العملية الانتخابية. وفي بيروت، حيث تأخذ المعركة الانتخابية بعداً سياسياً كبيراً، نظراً الى عوامل منها معركة رئاسة الحكومة المقبلة نظم المتنافسان الرئيسيان، رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وسلفه رفيق الحريري، مهرجانين انتخابيين في رأس بيروت، يبعدان عن بعضهما بضعة أمتار. وشن الحص هجوماً على الحريري من دون ان يسميه، متهماً اياه باضعاف رئاسة مجلس الوزراء اثناء وجوده في الحكم. وقال الحص في تصريح الى "الحياة" ان حلفاءه سيسعون الى "اختراق لوائح الحريري في العاصمة، لكنه لن يستطيع اختراقنا في الدائرة الثالثة" التي يرأس فيها الحص لائحة كاملة في مقابل لائحة يدعمها الحريري الذي يرأس لائحة في الدائرة الأولى. وذكر الحص رداً على سؤال ل"الحياة" ان "وهج نتائج المرحلة الأولى الجبل والشمال تبدد، والناس في جدل عما اذا كان الانتصار للمعارضة في الحجم المزعوم". أما الحريري، فألقى خطاباً في مهرجان حاشد توجه فيه الى أهالي بيروت قائلاً: "ستصنعون بعد يومين انتصارها الكبير". ودعا الى "اعادة الاعتبار للوفاق الوطني"، معتبراً ان "لبنان من دون حريات يساوي دولة مسدودة الآفاق وشعباً معطلاً عن النمو، لن تكون له مكانة على خريطة العالم". ورأى ان "شعارات التغيير لا تستقيم مع السياسات القائمة التي لا يمكن ان تنهض بالبلاد مهما اعطيت من مقويات". وفي مهرجان انتخابي في بعلبك، غلب على كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الوضع الاقليمي والجنوبي، اضافة الى العملية الانتخابية، فدعا الى الاقتراع للائحة الائتلافية كاملة. وتوعد اسرائيل قائلاً: "تشاهدون يومياً كيف تدخل الآليات الاسرائيلية الأرض اللبنانية. أعطينا فرصة وقوات الأممالمتحدة اخذت وقتها الكافي، وشارفت الفرصة على الانتهاء". وخاطب الاسرائيليين: "هل تتصورون ان الرد على الخروق سيكون بالشكوى للأمم المتحدة؟ لا، الرد سيكون ببنادق المقاومين وصواريخهم". وأكد ان أية تسوية لقضية القدس لن "تصنع سلاماً اميركياً في المنطقة بل ستفجر السلام الاميركي".