نسي السعوديون معشوقتهم الاولى كرة القدم لدقائق، وراحوا يتابعون باهتمام فوز مواطنهم العداء هادي صوعان بفضية سباق 400م حواجز ضمن منافسات العاب القوى في دورة سيدني، وحرصوا على التجمع حول اجهزة التلفاز في المنازل والمقاهي الشعبية والاندية لمشاهدة السباق المثير الذي حبس انفاسهم قبل ان ينفجروا فرحين بأول ميدالية سعودية في الدورات الاولمبية. وانجاز صوعان التاريخي اجبر اهل الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً على تحيته وتقديره، واعتراف الجميع بأن ما حققه لبلاده لم يتمكن جيش من صفوة لاعبي الكرة في المملكة من تحقيقه. وانهى هذا الفتى الاسمر اليافع خجل الرياضة السعودية الذي استمر طويلاً في الدورات الاولمبية، وعلى رغم انه لم يعد احداً بتحقيق ميدالية من اي صنف، الا ان الكثيرين شعروا بقدرته على الحصول على الميدالية البرونزية على اقل تقدير بعدما تفوق في التصفيات التمهيدية وقاد مجموعته مرتين... ولم يطالبه احد ابداً بأكثر من هذه البرونزيه. لكن صوعان تفوق على نفسه ودخل السباق بقوة، ولم يصدق من رشحوه للبرونزية انطلاقته القوية وتقدمه بثقة نحو خط النهاية واقترابه كثيراً من انتزاع الذهبية. وفي هذه اللحظات تحديداً تحولت آمال الملايين من السعوديين بالفوز بالميدالية البرونزية الى طمع شديد بحصد الذهب خصوصاً عندما تخطى صوعان الحاجز الاخير وهو في المركز الاول ولم يبق امامه سوى امتار قليلة من "الركض" للفوز بالمركز الاول، بيد ان قلة خبرته خذلته في اللحظة الاخيرة وتمكن الاميركي انجلو تايلور من انتزاع الميدالية الذهبية مستفيداً من دخوله الى خط النهاية برأسه. وبات هادي صوعان ثاني عداء سعودي يظفر بانجاز عالمي لبلاده عقب سعد شداد الاسمري صاحب الميدالية البرونزية في سباق 3000م موانع في بطولة العالم لألعاب القوى عام 1995في مدينة غوتبورغ السويدية . وعلى رغم ان الكثيرين توقعوا ان يحقق شداد اول ميدالية اولمبية للسعودية في دورة اتلانتا 1996 لكنه تغيب عنها بداعي الاصابة. صوعان حقق الانجاز الاكبر للمملكة حتى الآن، واشادت الاوساط الرسمية بما حققه وتنافست وسائل الاعلام في ابراز الخبر وتغطية الحدث. واهتم التلفاز كثيراً من خلال قناتيه بتقديم الكثير من التقارير والحوارات التي تحدثت عن هذا الفوز الكبير... ويبقى امام صوعان ان يؤكد ذاته عندما يخوض نهائي الجائزة الكبرى الخميس المقبل في قطر.