دوشانبي، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - دعت روسياوباكستان، على هامش قمة اقليمية عقدت في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، التحالف الدولي في افغانستان الى تكثيف تدريب القوات الافغانية، تمهيداً لانسحاب الجنود الاجانب بالكامل من افغانستان نهاية عام 2014. وأطلق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري هذا النداء مدعومين بنظيريهما الافغاني حميد كارزاي والطاجيكي امام علي رحمنوف، وأورد بيان مشترك ان «قادة الدول يؤكدون ان خفض الحضور العسكري الأجنبي في افغانستان يجب ان يرافقه تكثيف لجهود المشاركين في التحالف الدولي على صعيد تدريب القوات الافغانية». وقررت الدول الاربع تعزيز التعاون لمكافحة التطرف وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة، وتعهد مدفيديف لكارزاي زيادة تعاون مع افغانستان على المستويين الاقتصادي والأمني، مؤكداً ضرورة ان تستطيع القوات الافغانية ضمان، بشكل مستقل، الدفاع عن البلاد ومكافحة المجموعات المتطرفة ومهربي المخدرات». وتبدي روسيا قلقها من امن المنطقة في المستقبل، لكنها ترفض فكرة ارسال قوات الى افغانستان، بعد الهزيمة العسكرية لقوات الاتحاد السوفياتي السابق في هذا البلد. وسيغادر حوالى 10 آلاف جندي اميركي افغانستان هذه السنة في اطار خطة الانسحاب التدريجي التي تنتهي بحلول 2014. ودعا مدفيديف كابول وإسلام آباد إلى بذل مزيد من الجهود لضمان المسائل الأمنية، مؤكداً أن الوضع في المنطقة يجب أن يعتمد في نهاية المطاف على بلدان المنطقة، و «هو النهج الذي يجب أن نتمسك به». وأشاد مدفيديف أيضاً بالجهود التي تبذلها باكستان في مكافحة الإرهاب على أراضيها، وقال: «نأمل بأن يستمر هذا النهج ويعطي ثماره»، فيما أكد كارزاي أن «أفعانستان مرتاحة لتوسع العلاقات مع روسيا، والذي تعتبره أمراً طبيعياً». إلى ذلك، اتفق مدفيديف مع الرئيس الطاجيكي على إعداد اتفاق مطلع عام 2012 لتمديد إيجار قاعدة عسكرية روسية في طاجيكستان لمدة 49 سنة، وقال الرئيس الروسي: «يجب أن يدرس هذا الاتفاق ويُعد بدقة من أجل عكس المصالح المتوازنة لدولتينا». وأعلن الرئيس الطاجيكي بدوره أن الوجود العسكري الروسي في طاجيكستان يعتبر عاملاً مهماً في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، وقال إن «الجانبين أكدا عزمهما توطيد التعاون العسكري التقني انطلاقاً من المسؤولية المشتركة عن الاستقرار والأمن في وسط آسيا». ووقّع الرئيسان الروسي والطاجيكي على اتفاق تعاون حدودي، علماً أن 7 آلاف جندي روسي يتمركزون في 3 وحدات عسكرية في دوشنبي ومولوب بطاجيكستان. على صعيد آخر، أعلنت السلطات الباكستانية ان حركة «طالبان» الافغانية خطفت اكثر من 30 شاباً باكستانياً تتراوح اعمارهم بين 12 و18 سنة لدى اجتيازهم من طريق الخطأ الحدود مع افغانستان. وأوضحت ان الفتية الذين تتراوح اعمارهم بين 12 و18 عاماً تنزهوا في منطقة غاركي باقليم باجور القبلي شمال غربي باكستان في ثاني ايام عيد الفطر السعيد قبل ان يخطفهم متمردون». وتتقاسم افغانستان مع باكستان حدوداً طولها 2400 كيلومتر، فيما تنتشر قوات امن قليلة، وغير قادرة على مراقبة المنطقة، ما يسهل اختراق الحدود. وفي منطقة كرام القبلية (شمال غرب)، قتل 4 أشخاص وجرح آخرون في هجوم مسلّح على باص للركاب اتجه من منطقة باغان إلى ساتا. وكان 7 أشخاص على الأقل قتلوا في إطلاق نار على باص آخر للركاب أخرى في الاقليم ذاته اول من امس. وفي واشنطن، اعلنت وزارة الدفاع الأميركية مقتل ثلاثة جنود جدد في صفوفها في افغانستان في آب (اغسطس)، ما رفع الى 39 حصيلة خسائر الشهر الاكثر دموية للجيش الأميركي منذ اندلاع الحرب عام 2001. وأوضح «البنتاغون» ان جنديين قتلا لدى عبور مركبتهم فوق قنبلة يدوية الصنع في ولاية هلمند الجنوبية في 25 آب (اغسطس) الماضي، كما قتل جندي آخر في حادث سير بولاية قندهار (جنوب) في 28 من الشهر ذاته. وتجاوزت هذه حصيلة تلك في تموز (يوليو) 2010، حين قتل 65 اميركياً بحسب تعداد اجراه «البنتاغون». وفي 2011، قتل 418 جندياً اجنبياً في افغانستان بينهم 306 اميركيين، في حين سقط 1752 جندياً اميركياً منذ بداية النزاع.