} حطت طائرة تابعة لشركة "الخطوط الملكية الاردنية" من طراز ايرباص -320 في "مطار صدام الدولي" في بغداد مساء امس لتصبح اول طائرة عربية تخرق الحظر الجوي المفروض على العراق. وأعلنت سورية انها تدرس احتمال ارسال طائرة مدنية الى بغداد، فيما ذكر في باريس ان ضغوطاً تمارس "على أعلى المستويات" لإلغاء الرحلة الفرنسية المقررة غداً. خفضت الحكومة الاردنية عدد اعضاء الوفد الرسمي على متن الطائرة من خمسة الى ثلاثة وزراء، هم وزير الصحة طارق سحيمات، ووزير البلديات والبيئة عبدالرحيم العكور، ووزيرة التنمية الاجتماعية تمام الغول، في ما بدا انه استجابة للتحفظات الاميركية. وقال وزير الصناعة والتجارة واصف عازر، الذي كان من المقرر ان يشارك في الرحلة الجوية، إن مهمة الطائرة "انسانية، وليست جديدة على الاردن". واوضح ان الرحلة "تضم عددا من خيرة الاطباء والممرضين وممثلي الجمعيات الخيرية". وكان من المقرر ايضا ان يشارك في الرحلة وزير الثقافة محمود الكايد. واقلعت الطائرة الأردنية في الخامسة وخمس دقائق مساء امس بعد تأخير دام ساعتين، وتقل حوالى 70 شخصاً بينهم عدد من الاطباء والنواب والاعيان ممن لهم خلفيات في مهنة الطب. وبرر مسؤولون اردنيون خفض عدد الوفد الوزاري المشارك في الرحلة بانشغال وزيري الصناعة والثقافة بالتزامات داخلية. ورداً على سؤال عن استعداد لتحدي العقوبات الدولية المفروضة على العراق، قال عازر إن مجلس الامن لم يصدر قرارا بالحظر الجوي على العراق. وعن تحذيرات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بأن واشنطن قد تقطع المساعدات عن الدول التي تخرق الحظر الجوي على العراق، قال الوزير الاردني انه لم يسمع بذلك. واضاف ان الاردن ابلغ الاممالمتحدة بقراره تسيير رحلة جوية الى بغداد، وانه قرر تسيير الرحلة رغم عدم حصوله على رد. والى جانب زيارة وزراء الاردن، سيضم الوفد الذي تستعد بغداد لاستقباله ممثلي نقابات مهنية، إضافة الى عدد من رجال الصناعة والتجارة الذين كانوا يضغطون على الحكومة لاتخاذ اجراءات من شأنها رفع مستوى التبادل مع العراق. الى ذلك أ ف ب أعلن الأب ايف بوانيك رئيس منظمة "أطفال العالم - حقوق الانسان" غير الحكومية الفرنسية التي تنظم الرحلة غداً من باريس الى بغداد، ان "ضغوطاً" تمارس "على أعلى المستويات" من أجل إلغاء الرحلة. ورداً على سؤال عن طبيعة ومصدر هذه الضغوط قال الأب بوانيك انها "مزيج" من الفرنسية والاجنبية. من جهة أخرى، أوضح المسؤول في لجنة التنسيق الدولية لرفع العقوبات عن العراق، صبحي توما، وهو من منظمي الرحلة الفرنسية، ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على الدول التي ستحلق في أجوائها الطائرة، في مسعى لمنع الرحلة. وقال توما ل"الحياة" إن الجانب الأميركي يصر على موافقة لجنة العقوبات على الرحلة، لكن المنظمين، وفي عدادهم وزير الخارجية السابق كلود شيسون ورئيسة جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية - العراقية روزلين باشلو، يصرون على الرحلة. وذكر توما ان حوالى 50 شخصية سياسية فرنسية وأوروبية ستكون موجودة في المطار صباح الجمعة، وإذا طرأ ما قد يحول دون اقلاع الطائرة، فإن هذه الشخصيات ستعقد مؤتمراً صحافياً "لفضح الضغوط التي تجعل منها شركاء في موت الشعب العراقي". إلى ذلك، ذكرت "وكالة الأنباء العراقية" في نبأ لها من نيويورك ان روسيا "سترسل طائرة أخرى إلى بغداد خلال اليومين المقبلين تعقبها ايسلندا قبل رحلة الطائرة الفرنسية الثانية غدا". ونقل مراسل الوكالة في نيويورك عن مصادر في الأممالمتحدة ان الطائرتين الروسية والايسلندية "ستهبطان في باريس أولاً قبل أن تواصلا الرحلة إلى بغداد".