استوكهولم، اثينا - "الحياة"، أ ف ب - واجه خفر السواحل اليونانيون يساندهم رجال البحرية البريطانية احوالاً جوية سيئة خلال البحث عن حوالى 10 مفقودين من ركاب عبّارة يونانية غرقت في بحر ايجه مساء اول من امس. وعلقت السلطات رحلات العبارات كافة بين الجزر اليونانية في المنطقة، فيما ارتفع عدد ضحايا الحادث الى 45 قتيلاً. وفي وقت تخبطت اليونان في مواجهة كارثة العبارة اليونانية الغارقة، نشرت صحيفة "نقابة البحارة السويدية" دراسة امس، اشارت الى ان "سفن الركاب اليونانية هي من الاخطر من نوعها في أوروبا لجهة السلامة العامة". وأضافت الدراسة التي اجرتها تجمعات المستهلكين في هولندا وبلجيكا وبريطانيا والمانيا على 75 باخرة أوروبية، ان السفن اليونانية لا يوجد على متنها سترات نجاة، وفي حال وجدت فانها تكون في صناديق مقفلة، في حين ان السلالم ضيقة ومخارج الانقاذ مقفلة. كما اشارت الدراسة الى ان معلومات الانقاذ موجودة على متن تلك السفن ولكن باختصار كبير، لدرجة انه مكتوب على أوراق معلومات الانقاذ: "السفينة مسؤولة عن سلامتكم" لا اكثر. وخلصت الدراسة ان قوارب الانقاذ الموجودة على السفن اليونانية من الصعب فكها وانزالها الى المياه، كما انها في حال انفصلت عن قواعدها في السفينة، فهي لا تنتفخ من تلقاء نفسها بمجرد ارتطامها بسطح البحر، كما هو الحال عليه بالنسبة الى السفن الاوروبية الاخرى. واعلنت شرطة المرافئ اليونانية امس، ان 45 شخصاً قتلوا في غرق العبارة اليونانية "اكسبرس سامينا" في منطقة كيكلاديس وسط بحر ايجه، فيما اعتبر 10 آخرون في عداد المفقودين. وكانت العبارة في رحلة بين جزيرتي باريوس وباروس. وواجهت عمليات الانقاذ التي تركزت في الشمال من باروس حيث وقع الحادث، صعوبات جمة نظراً الى رداءة الطقس. وقال رئيس بلدية الجزيرة كونستانتين ارغولاس ان "الاحوال الجوية لا تساعد في العثور على ناجين". وقام بعمليات البحث خفر السواحل اليونانيون المعززون بمروحيتين من طراز "سوبر-بوما" تابعتين للجيش اليوناني، تساندهم مروحيتان بريطانيتان تابعتان لحاملة الطائرات "انفينسيبل" والفرقاطة "ليفربول" اللتين كانتا في مناورات في منطقة قريبة. وفتحت السلطات اليونانية تحقيقاً في الحادث. وافادت المعلومات الاولية ان العبارة اصطدمت بصخور على بعد ثلاثة اميال بحرية من جزيرة باروس، فيما لم تتضح بعد الملابسات الكاملة لغرقها، علماً ان العناصر الاولية للتحقيق افادت ان السفينة لم تتعرض لأي عطل ميكانيكي. وأفادت شركة "هيلاس فيريز" اليونانية مالكة العبارة انها كانت تقل 532 شخصاً على الاقل لدى غرقها. وأفادت مصادر انقاذ ان بين الناجين 55 اجنبياً معظمهم استراليون وبريطانيون وكنديون والمان وايطاليون افريقيون. وتمكن عدد كبير من الناجين من الوصول الى باروس سباحة، فيما امضى رجال الانقاذ الليل في انتشال الباقين. وقال قائد الشرطة البحرية اليونانية الاميرال اندرياس سيريغوس ان الناجين نقلوا الى المركز الطبي في الجزيرة لتلقي اسعافات اولية ثم غادر معظمهم الى منازلهم او الى منازل اصدقائهم. وسرت اشاعات ان بين المفقودين عدداً كبيراً من الاطفال. ونقلت امرأة البانية حامل الى مستشفى في العاصمة اليونانية لمتابعة العلاج. واضافة الى القتلى، توفي مساعد قائد الشرطة في الجزيرة ديميتري مالاماس اثر نوبة قلبية ألمت به وهو يشرف على عملية انقاذ. وتفقد وزير البحرية التجارية خريستوس بابوتسيس مكان الحادث امس. وبسبب قوة الرياح، لم يسمح امس، لأي عبارة بالابحار في بحر ايجه. ووجدت السفارات الاجنبية في اثينا صعوبات في احصاء رعاياها الذين كانوا على متن العبارة او التعرف إلى مصيرهم. ومعلوم ان آلاف السياح يقصدون هذه الجزر اليونانية.