تركزت المواقف اللبنانية أمس على مسألتي تأليف الحكومة المقبلة وبيان مجلس المطارنة الموارنة الذي ما زال يلقى ردود فعل. وقال رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود أمام زواره من النواب أمس: "لا يزال من المبكر البحث في موضوع الاستحقاق الحكومي والتشكيلة الحكومية". وأشار النائب عصام فارس في بيان بعد لقائه لحود الى أنه "لمس لديه حرصه المطلق على الثوابت التي من دونها لا نهوض للبنان وهي صون الدستور وترسيخ دولة القانون والمؤسسات والسهر على الوحدة الوطنية ومعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والاداري والقضائي والتحضير لمرحلة ما بعد الانتخابات". واعتبر ان "التفاف الجميع حول لحود في هذه المرحلة هو الضمان لتجاوز الأزمات"، وان "البلاد تحتاج الى حكومة وفاق وطني تلقى القبول والرضى من الناس لترسي دعائم الانقاذ الشامل". واعتبر نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي ان "نتائج الانتخابات وجهت تكليف الحكومة المقبلة نحو الرئيس رفيق الحريري"، مؤكداً ان "الحديث عن أي تأليف لم يرد لأن التكليف لم يبت بعد". ودعا في حديث الى "صوت لبنان" الى "تشكيل حكومة سياسية مطعمة بعناصر تكنوقراط". وعن بيان مجلس المطارنة الموارنة، قال "مهما صدر من بيانات فان توجه بكركي دائماً ايجاد المعطى الذي يؤمن الاستقرار ووحدة اللبنانيين". ورأى النائب فارس بويز بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير ان بيان المطارنة "نداء يعبر عما يشعر به عدد كبير من أبناء هذا الوطن وعن هواجس حقيقية في مجمل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، معتبراً "أنه موجه الى الدولة وكذلك الى الحكومة العتيدة لتأخذ به وتعمل على ازالة الهواجس من نفوس الناس عبر طرح مشروع سياسي اقتصادي اجتماعي". ودعا الى "عدم قراءة البيان من زاوية التحديات أو الشرذمة بل على العكس". وعن الحكومة المقبلة قال "ان المطلوب حكومة وفاق وطني لا بل أكثر". وقال النائب نديم سالم، بعد لقائه صفير، إن "البيان جاء تحت سقف الطائف الذي اعطته بكركي الغطاء المسيحي، ولهذا لا يستطيع أحد المزايدة عليها". وأضاف ان "المشكلات التي طرحت من خلال النداء يشعر بها كل اللبنانيين ويجب ان نجد حلاً ينبع من المؤسسات، واليوم الفرصة سانحة لتأليف حكومة اتحاد وطني يتم الحوار عبرها". وأيد حزب "الكتلة الوطنية" نداء بكركي، داعياً كل اللبنانيين الى "المصارحة مع الذات والبوح بشكواهم". وسأل في بيان تلاه نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي بعد لقائه صفير مع وفد من الحزب، "ألم يحن الوقت لوضع جدول زمني واضح ودقيق يحدد مراحل الانسحاب النهائي للجيش السوري وتواريخه؟". وقال ان "الجبهة الصلبة التي يمكنها الوقوف في وجه مخططات اسرائيل هي المؤلفة من الشعوب الحرة المتماسكة لا جبهة يحكمها الخوف واللاثقة". وأعلن اتحاد الرابطات المسيحية بعد اجتماعه أمس تأييده لبيان المطارنة معتبراً ان "تصويره على خلفية العداء لسورية من صنع من لا يريدون أن تستقر هذه العلاقة على قاعدة الاخوة". واتقى مجلس التحاد، برئاسة الأمير حارس شهاب، رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، وشددا على أهمية إطلاق حوار حقيقي بين مختلف القوى السياسية الفاعلة. وزار النائب المنتخب اميل اميل لحود الجميل في اطار جولة على الرؤساء السابقين، بعدما التقى أول من أمس الرئيس شارل حلو، على أن يزور اليوم الرئيس الياس الهراوي.