عرض رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود تطور الأوضاع في منطقة الجنوب، في ضوء التصعيد الإسرائيلي، مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس في قصر بعبدا. وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية "أن البحث تناول التحركات السياسية التي شهدتها الساحة اللبنانية في الأيام الماضية والمواقف التي أعلنت خلالها، وأن الرأي كان متفقاً على أهمية تحصين الساحة الداخلية في مواجهة الاستحقاقات المتوقعة". وتناول لحود وبري الخطوات التي تتخذ على صعيد معالجة الوضع الاقتصادي في البلاد وأهمية التنسيق والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وعرض لحود مع رئيس الحكومة السابق سليم الحص التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، واطلع من الوزير السابق فؤاد بطرس على أجواء الاتصالات التي أجراها في المدة الأخيرة لقاؤه الرئيس السوري بشار الأسد والبطريرك الماروني نصرالله صفير. يذكر أن الرئيس بري كان أطلق مبادرة حيال بكركي تتعلق بالوجود العسكري السوري في لبنان، فيما يقوم بطرس بمسعى توفيقي بين دمشق وبكركي. ومن زوار دمشق أمس وبناء على دعوة وجهت منها، الوزير السابق النائب فارس بويز والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وقد التقيا الرئيس الأسد. وأوضح حاوي أنه لمس لدى الأسد تفهماً لكل المشكلات التي يتناولها البحث، مبدياً استعداده للحوار من اجل مساعدة لبنان. ونقل عنه تقديره للآراء التي أثيرت في شأن الأوضاع السورية الداخلية، ولا سيما منها اطلاق المعتقلين والترخيص للأحزاب السورية بإصدار صحف خاصة بها واشاعة مناخ الحريات. وأعرب الأسد عن سعادته ان يفتح هذا اللقاء باب الحوار واسعاً مع الحزب الشيوعي اللبناني وسائر القوى العلمانية والديموقراطية في لبنان. وقال انه يعلق أمالاً على هذه الأحزاب للنهوض بلبنان من أزمته. إلى ذلك، رأى رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل أن نداء بكركي "يجسد رأي شريحة واسعة من اللبنانيين وليس فقط المسيحيين"، ودعا بعد لقائه وزير النقل نجيب ميقاتي في حضور وزير العدل سمير الجسر الى "إطلاق المبادرات من اجل تحقيق الوفاق الحقيقي وأخذ نداءات بكركي على محمل الجد وإلى حوار عقلاني وصريح في شأن العلاقة مع سورية لتبديد الهواجس السائدة إضافة الى تنشيط مبادرتي بري والوزير السابق بطرس وتفعيلهما على أن يترافق ذلك مع انطلاق مبادرات من أجل تحقيق الوفاق الحقيقي على الساحة اللبنانية". وقال ميقاتي، من جهته "إن الرأي كان متفقاً على وجوب التعاطي مع المسائل المطروحة بكثير من المسؤولية والحرص لأن المهم الوصول الى نتائج تحقق مصلحة لبنان العليا"، مشيراً الى "أن جميع المعنيين بالتحركات الجارية أخيراً يهدفون الى هذه المصلحة من دون غيرها". وكشف رئيس الرابطة المارونية الأمير حارس شهاب الذي زار نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس على رأس وفد من اتحاد الرابطات اللبنانية - المسيحية أن الاتحاد يتحرك "لإقامة حوار مع الفاعليات والقيادات المسؤولة بغية العمل على تنقية الأجواء التي يمر فيها لبنان بغية الوصول الى حلول". وقال: "كل ذلك يتطلب منا ليس انفتاحاً بل محبة وروحاً جديدة بالتعاطي مع كل المواضيع بعيداً من الغوغائية وكل المزايدات".