أكدت دولة الامارات انها تؤيد جميع القرارات التي ستتخذها قمة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك التي ستعقد يوم الأربعاء المقبل في العاصمة الفنزويلية كراكاس، والتي من شأنها وضع استراتيجية جديدة للمنظمة تمكنها من اثبات دورها وفاعليتها في أسواق النفط والاقتصاد العالمي بشكل عام. ويرأس وفد دولة الامارات الى هذه القمة الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم امارة الفجيرة. ويضم الوفد وزيري الاقتصاد والتجارة، والنفط والثروة المعدنية اضافة الى مسؤولين من وزارات الخارجية والنفط والمال والاقتصاد والتجارة. ويرأس الشيخ حمد وفد الامارات ممثلاً عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات. وسيعقد وزراء الخارجية والنفط والمال في الدول الأعضاء في "أوبك" اجتماعاً بعد غد الثلثاء في كاراكاس للبحث في المواضيع المطروحة أمام القمة. وقالت مصادر نفطية ان الاجتماع الوزاري سيبحث في مسودة مشروع البيان الختامي للقمة والذي يتضمن مواقف الدول الأعضاء في "أوبك" من مختلف التطورات على الساحة الاقتصادية العالمية، ويحدد رؤيتها واستراتيجيتها المستقبلية لتحقيق أهدافها التي صاغتها قبل أربعين عاماً والتي تؤكد على ضمان مصالح المنتجين والمستهلكين واستقرار الاقتصاد العالمي، ووضع ضوابط لحوارات مستمرة بين الطرفين بما يحقق مصالح الجميع. ويأتي انعقاد هذه القمة في وقت شهدت فيه منظمة "أوبك" أعلى درجات التنسيق والتعاون بين دولها الأعضاء للتعامل مع المستجدات الأخيرة في أسواق النفط العالمية، وقد اتخذت المنظمة في اجتماعات متتالية طوال العامين الماضيين قرارات في شأن تخفيض انتاجها ومن ثم زيادته تدريجاً لضمان استقرار أسعار النفط الخام بعد أن تدهورت في عام 1998 الى أقل من 10 دولارات للبرميل. ولعبت المنظمة دوراً مهماً خلال الفترة الأخيرة للحد من ارتفاع أسعار النفط وقررت في ثلاثة مؤتمرات متلاحقة زيادة انتاجها بمقدار 3.2 مليون برميل يومياً لكبح ارتفاع الأسعار، وأبدت معظم الدول الأعضاء التزاماً بالقرارات التي تم اتخاذها. كما تمكنت "أوبك" خلال هذه الفترة من التنسيق والتعاون مع دول منتجة أخرى في مجال السياسات الانتاجية للوصول الى أسعار عادلة ومقبولة للمنتجين والمستهلكين، وانعكس ذلك في اطار حضور عدد من هذه الدول لاجتماعات "أوبك" بصفة مراقب والتأكيد على دعم جميع القرارات التي تتخذها المنظمة. ويأتي انعقاد قمة "أوبك" في كاراكاس في وقت يشهد فيه العالم بأهمية المنظمة ودورها لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية. وانعكست هذه الأهمية من خلال المطالبات التي قدمتها كبرى الدول المستهلكة للنفط في العالم لمنظمة "أوبك" لزيادة انتاجها للحد من ارتفاع الأسعار. ويمكن القول إن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت تشهد فيه "أوبك" عصراً "ذهبياً" مع ارتفاع أسعار النفط الى مستويات مقبولة تمكن دول "أوبك" من التفكير مجدداً من وضع استراتيجية جديدة تؤكد حضورها على الساحة الاقتصادية العالمية بقوة، ويجعلها لاعباً أساسياً في رسم معالم الوضع الاقتصادي العالمي مستقبلاً. وأكد وزير النفط والثروة المعدنية بدولة الامارات ان منظمة "أوبك" لعبت دوراً مهماً في الفترة الماضية لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية ولا بد لها من وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع المتغيرات التي شهدها الاقتصاد العالمي بما فيها التطورات النفطية وفي مجالات الطاقة المختلفة. وقد نجحت "أوبك" في قمتها الأولى من انشاء صندوق "أوبك" للتنمية الذي قام بدور مهم في تقديم المساعدات التنموية للدول النامية وما زال مستمراً بهذا الدور حتى الآن من مقره في العاصمة النمسوية فيينا. وتأمل دول "أوبك" ان تحقق في قمة كاراكاس خطوات مماثلة وتقول مصادر مطلعة ان لجنة تحضيرية بحثت في تأسيس بنك لدول "أوبك" وانشاء جامعة للبترول ومعهد للصناعات النفطية. وانتهت اللجنة التحضيرية التي عقدت اجتماعات متتالية في فيينا والجزائر من إعداد مسودة بيان ختامي يتضمن موقف "أوبك" من التطورات النفطية والاقتصادية العالمية ويؤكد على وحدة وتماسك المنظمة. وسيؤكد مشروع البيان الختامي الذي سيعرف "باعلان كاراكاس" على أهمية الحوار بين المنتجين والمستهلكين لضمان استقرار أسواق النفط العالمية. وتمكنت "أوبك" من نفي التهم الموجهة اليها من جانب حكومات الدول المستهلكة بمسؤولياتها عن ارتفاع الأسعار. وولدت "أوبك" في 14 أيلول سبتمبر عام 1960 وشارك في تأسيسها خمس دول نفطية هي السعودية والعراق والكويت وايران وفنزويلا وانضم الى عضويتها بعد ذلك بقية الدول الأعضاء، وهي الامارات وقطر وليبيا والجزائر ونيجيريا واندونيسيا.