رفضت حركة "طالبان" أمس تسليم أسامة بن لادن الى الولاياتالمتحدة التي تطالب به لمحاكمته في "قضايا ارهاب"، في مقدمها نسف السفارتين الاميركيتين في افريقيا، وأكد اسلاميون على علاقة بإبن لادن انه "يقيم في مكان آمن داخل الأراضي الأفغانية". وقال الناطق الرسمي باسم "طالبان" وكيل أحمد متوكل امس ان الحركة التي لا تعترف بها سوى ثلاثة دول ليس بينها وبين أي بلد اتفاق لتسليم المطلوبين". وجاء تصريح الناطق رداً على اعلان واشنطن استعدادها لإجراء محادثات مع "طالبان" لتسليم ابن لادن. وأضاف متوكل: "ليس لدينا أي التزام أو اتفاق مع أي حكومة لتسليم المتهمين"، وتابع: "بالإضافة الى هذا فإن الولاياتالمتحدة لم تقدم الينا أي دليل على تورط ابن لادن في أي عمل ارهابي". وفي القاهرة، أوضح إسلاميون أن التصريحات التي صدرت عن قادة الحركة عن استعدادها للتفاوض مع واشنطن "لا تعني الموافقة على إخضاعه للمحاكمة في اميركا بل البحث في التهم الموجهة إليه والنظر في جديتها، وهل هناك أدلة تتيح للحركة محاكمته داخل أفغانستان أم لا". وقال هؤلاء - في اتصالات هاتفية مع "الحياة" - إن التزام ابن لادن الصمت وعدم الخوض في أحاديث صحافية خلال الأشهر الماضية جاء التزاماً منه باتفاق مع قادة "طالبان"، تفادياً لاستعداء الاميركيين على الحركة وتقديم مبررات لهم لشن هجوم صاروخي جديد على أهداف افغانية. وأكدوا أن عدداً من الاصوليين العرب على رأسهم زعيم جماعة "الجهاد" المصري الدكتور ايمن الظواهري يقيمون مع ابن لادن، وأن هؤلاء جميعاً "يتحصنون في مكان آمن قريب من مدينة "جلال أباد". ولفت المتحدثون الى أن حركة "طالبان" كانت منحت الاميركيين مهلة لتقديم لائحة اتهام ضد بن لادن للنظر فيها، إلا أن الإدارة الاميركية تجاهلت الأمر وأصرت على تسليمه.