أسفرت زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى باريس، والمحادثات التي اجراها مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، عن اعلان عربي هو الأول من نوعه، بالاستعداد للتنازل عن الحي اليهودي وعن حائط البراق حائط المبكى الواقعين في القدسالشرقيةالمحتلة منذ العام 1967، ليكونا تحت السيادة الاسرائيلية، ولمح مبارك الى موافقة فلسطينية على هذا التنازل حين أشار الى أن هذا الموضوع بحث في كامب ديفيد، وأضاف: "نساعد في هذا الاطار لكي تكون هناك سيطرة كاملة للفلسطينيين على الأماكن المقدسة والقدسالشرقية بأحيائها المختلفة، على أن يكون الحي اليهودي وحائط المبكى لاسرائيل". واستطرد قائلاً: "هذا ما اتفقنا عليه، أما ما تورده وكالات الأنباء من أن مصر وافقت على تقسيم القدس أربعة أقسام فلا أساس له". ويتناقض الموقف من الحي اليهودي وحائط البراق مع القرارات الصادرة عن لجنة القدس التي اجتمعت في المغرب، وجاء فيها ان اللجنة ترفض المساعي المبذولة للحدّ من السيادة الفلسطينية على القدس. وأدلى شيراك بعد اللقاء الذي تبعته مأدبة غداء، بتصريحات جمعت بين التفاؤل والحذر، قال فيها ان مسيرة السلام "اقتربت جداً من هدفها"، داعياً الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى "أن يبذلا جهداً اضافياً لبلوغ الهدف المنشود"، وأضاف "نحن نبحث عن الحلول التي من شأنها تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والاسرائيليين". وحرص شيراك أن لا يضع جهوده وجهود فرنسا بعيداً عن الجهود الأميركية، فأشار الى أن "أصدقاءنا الأميركيين يبذلون جهوداً مهمة جداً في هذا المجال، ونرجو أن تشهد الأسابيع المقبلة تطوراً حاسماً لبلوغ هذا السلام، فيما سنبذل من جانبنا كل الجهود مع أصدقائنا لنصل الى هذا الهدف. وأجرى شيراك قبل اللقاء مع مبارك، اتصالاً هاتفياً مطولاً مع ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل، ولكن لم يرشح ما يفيد أن اسرائيل تقبل حلاً للسيادة على القدس حسب ما أشار اليه الرئيس مبارك، فجدد باراك طرح موقفه القديم الذي فجر مفاوضات كامب ديفيد، ويطالب بسيادة اسرائيلية كاملة على القدس الموحدة، قال: "لا أعرف إذا كنا سنتوصل الى اتفاق حول القدس، ولكن في حال حصل ذلك فستكون لنا قدس هي الأكبر في تاريخ الشعب اليهودي منذ عهد الملك داوود، وستكون موحدة تحت سيادتنا، ويعترف بها العالم أجمع عاصمة لنا"، وامتدح جهود كلينتون متجاهلاً جهود مصر وفرنسا قائلاً: "اذا حصل اختراق في الأسابيع القادمة فإن الرئيس كلينتون الذي بذل جهوداً أكثر من أي رئيس آخر سبقه في عملية السلام، سيضاعف الجهود لانهاء الاتفاق". وفي هذه الاثناء كان المنسق الأميركي دنيس روس يواصل اتصالاته مع باراك وعرفات، قبل اللقاءين المنفصلين لكلينتون معهما يوم الاربعاء المقبل في نيويورك على هامش الألفية في الأممالمتحدة. وأفادت مصادر مقربة من المفاوضات ان روس يحاول، ومن دون نجاح كبير حتى الآن، اعداد وثيقة عمل تتضمن نقاط الاتفاق التي توصل اليها الاسرائيليون والفلسطينيون في قمة كامب ديفيد.