في وقت تستمر التعليقات على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات النيابية في الشمال وجبل لبنان، تتجه الأنظار أكثر فأكثر الى وقائع الجولة الثانية التي ستجرى الأحد المقبل في دوائر بيروت الثلاث والبقاع الثلاث وفي دائرة الجنوب. ونشط المرشحون، تصريحات ومهرجانات. وفي هذا الإطار، قال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي يخوض المعركة الانتخابية على رأس لائحة موحدة في كل بيروت، علماً أنه مرشح في دائرتها الأولى: "ان الانتصار الكامل يكتمل بكسب المعركة في بيروت الأحد المقبل، لأنها العاصمة والأساس في المعادلة القائمة لتغيير الوضع القائم". وأضاف: "ان الانتصار في الجبل والشمال مهم لكنه لا يعني التراخي، واعتبار معركة بيروت منتهية، بل على العكس من ذلك تماماً، علينا التنبه والاستمرار في الاستعدادات القائمة لخوض المعركة بالزخم نفسه الذي بدأت به". ورد، في لقاءات ومهرجانات أقيمت في بيروت، على من اتهمه بالعمل على توطين الفلسطينيين في لبنان، فوصف هذا الكلام أنه "كذب بكذب، وهدفه اثارة اللبنانيين بعضهم على بعض، واللعب بالوحدة الوطنية". وقال انه حين كان رئيساً للحكومة أبلغ كل قادة الدول العربية والأجنبية: "ان لبنان لا يحتمل التوطين الذي يمنعه الدستور ويرفضه جميع اللبنانيين". ودعا المرشح عن المقعد الأرمني الأرثوذكسي لدائرة بيروت الثالثة، على لائحة الحريري أغوب قصارجيان رئيس حزب رامغافار الى "الاقبال الكثيف على الاقتراع لأن المعركة الفاصلة ستكون في بيروت". وشدد على "ان يكون التصويت في الصباح الباكر خوفاً من اي طارئ قد يحدث". الجنوب وأجري أمس اتصال بين نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سعد الله مزرعاني المرشح عن المقعد الشيعي في قضاء بنت جبيل على "لائحة التغيير الديموقراطي"، والنائب السابق حبيب صادق المرشح عن المقعد الشيعي في مرجعيون على "لائحة الخيار الديموقراطي". وتم الاتفاق على تكليف فريق عمل مشترك يتولى صوغ اطار التعاون الانتخابي بين اللائحتين. ويأتي الاتصال، وهو الأول بينهما بعد تعثر جمعهما على لائحة واحدة، في محاولة لرأب الصدع من خلال اعادة توحيد الموقف ولو بلائحتين غير مكتملتين في مواجهة اللائحة الائتلافية من "حركة أمل" و"حزب الله". وبالنسبة الى احتمال التعاون مع اللائحة التي يترأسها رئيس المجلس النيابي السابق كامل الأسعد، قالت مصادر حزبية ل"الحياة" ان "البحث لم ينقطع، اذ ان الاتصالات جارية للتفاهم على صيغة لتبادل الأصوات، بدلاً من الصيغة التي تقدم بها ممثلون عن التيار الأسعدي ورفضها الحزب الشيوعي وصادق، لاعتراضهما على خوض الانتخابات جميعاً في لائحة واحدة". ورأى النائب الأول لحزب الكتائب المرشح عن المقعد الماروني في الجنوب جزين رشاد سلامة ان "صيغة التعليب والمصادرة المسبقة لصوت الناخب غير واردة في الجنوب". وقال: "النتيجة تصنعها مجموعة الأصوات، ولكل ناخب صوته الذي له وزنه، وكل صوت من شأنه ان يعدل في النتيجة في الاتجاه الذي يراه مناسباً مع رؤياه الوطنية. وما يصح في الجنوب يصح في بيروت". البقاع وحذر نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي من "استمرار المنطق السياسي الذي اطلت به الحكومة بعد نتائج الانتخابات في الشمال وجبل لبنان، لأنه يدفع بالأمور في اتجاه التفجير". وهاجم في لقاء تكريمي أقيم لأعضاء "لائحة القرار" في البقاع الغربي "تصريحات بعض الحكومة التي تهدف الى اسقاط الارادة النيابية في شكل مسبق". ورأى في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان "الاداء الحكومي لا يؤدي فقط الى نجاح المعارضين له بل الى اسقاط كل ما يماشيه". وقال "إن ما حصل في انتخابات الجبل والشمال امر طبيعي ومنتظر، لأننا كنا نرى الناس وأنينهم ونأمل ان تكون هناك عبر، ويستفاد من النتائج للتعاطي مع هذا الموضوع على قاعدة استيعابه واحتضانه واعادة قوننته في الطريق التي تخدم مصلحة لبنان العليا والنظام السياسي". وأكد النائب فيصل الداود علاقته الثابتة بالنائب وليد جنبلاط في "الخط القومي العربي الذي تجسده سورية". وقال انه "لن يسمح للعابثين بزعزعة هذا التواصل الجامع لأبناء الطائفة الدرزية في اطاره الوطني والقومي". وأكد التزامه توجهات لائحة القرار في البقاع الغربي التي ترى في الرئيس الحريري خير منقذ للبلد في المرحلة المقبلة كرئيس للحكومة قادر على اعادة الثقة بلبنان". وأعلن المرشحان عن المقعدين الارثوذكسي والشيعي في البقاع الغربي سامي عبود وهاني سليمان لائحة غير مكتملة باسم "تفاهم من اجل التغيير"، وشددا على "أن الحياة السياسية تتسع للجميع". وطالبا "بتغيير جدي في الممارسات والعلاقات السياسية السائدة". ردود فعل الى ذلك، حذر النائب الراسب في انتخابات جبيل اميل نوفل من "اننا نسير نحو الهاوية اذا بقيت الأمور على ما هي". وقال بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير ان "الانتخابات كانت كلها ضغوط" مشيراً الى "تدخل الأجهزة حتى عند ابواب اقلام الاقتراع اذ راحت تبدل أوراق المواطنين وتدفع الأموال تحت أعين السلطة لخدمة اللائحة الأولى برئاسة الوزير السابق جورج أفرام، فكفانا شعارات رنانة طنانة ومزيفة من أهل الحكم الذين يمارسون عكس ما يقولون، الله يرحم العميد ريمون اده الذي قال بالفم الملآن: عندما يصل العسكر الى الحكم العوض بسلامتكم على البلد". وأضاف: كل الأجهزة من مخابرات وأمن دولة وأمن عام تدخلت. وبدلاً من احداث خلافات بين الناس، فليعينوا النواب تعييناً ولتصرف الأموال لخدمة الناس". في هذه الأثناء، ظهرت في قصر العدل، أمس أجواء مصالحة يتم التحضير لها في بلدة عمشيت بين مناصري نوفل والنائب المنتخب ناظم الخوري، توصلاً الى ازالة التشنج الذي ساد عشية العملية الانتخابية في الجبل. وأكد الخوري "انفتاحه على الجميع ومد يده الى الجميع". وكانت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ادعت على 9 أشخاص من مناصري نوفل بجرم الضرب والاعتداء وأحالتهم على الحاكم المنفرد في جبيل للمحاكمة. الى ذلك رأى النائب سايد عقل بعد لقائه صفير "ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة ولم يتعرض ناخب لضغوط الزمته الاقتراع لجهة معينة". واعتبر أن "من حق المرشح الدكتور نزار يونس ان يطعن ونحن ننتظر قرار المجلس الدستوري مع تأكيد ثقتنا بعمل لجان القيد". وشن "التجمع من اجل الجمهورية" الذي يترأسه النائب المنتخب البير مخيبر حملة عنيفة على النائب نسيب لحود، واتهمه "بغش الرأي العام ليبرر سقوط لائحته في الانتخابات"، معتبراً "ان نجاح لحود لا يشكل صفعة لأحد". ووصف مخيبر تعاونه مع وزير الداخلية ميشال المر بأنه "كان تعاوناً شريفاً وصادقاً"، وقال: "يخفي لحود في كل أقواله التعاون السوري على انجاحه، ولولا هذا الاهتمام على كل الصعد لما تمكن من الوصول وحده، دون سائر رفاقه الى المجلس النيابي". وكان لحود والنائب وليد جنبلاط تلقيا، أمس، اتصالين هاتفيين من الرئيس السابق امين الجميل مهنئاً اياهما بفوزهما في الانتخابات واتصل ايضاً بالنائب السابق ميشال سماحة. واعتبر النائب جان عبيد "ان رئيس الجمهورية يستحق حكومة أفضل من الحكومة الحالية". وقال: "ان النجاح يتطلب استنهاضاً ومشاركة من كل القوى القادرة على النهوض بالأزمة الراهنة". ورأى في مؤتمر صحافي "ان الحريري يأتي في طليعة الشخصيات القادرة على الاسهام الكبير في عملية الانقاذ العام في البلاد، ويستحق ان يكون في موقع المسؤولين في المرحلة المقبلة". ودعا الى "حكومة سياسية واسعة التمثيل". واعتبر النائب صلاح الحركة الذي خسر مقعده عن دائرة بعبدا أنه "دفع ثمن رفضه الهيمنة الحزبية وسيطرة المال"، مشيراً إلى أن جزءاً من خسارته "يعود إلى شطب مرشحين على لائحته الائتلافية برئاسة النائب طلال أرسلان اسمه". وشددت "الجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات" على حياد السلطة "من اجل ديموقراطية الانتخابات خلال كل مراحل العملية الانتخابية"، لافتة الناخبين الى "عدم قانونية حجز ماكينات اللوائح بطاقاتهم الانتخابية"، ومؤكدة "ان تأمين النقل او الوجبات يجب الا يحدَّا من حرية اقتراعهم وفق ما تمليه عليهم اقتناعاتهم".