ارتفعت حرارة المعركة الانتخابية في لبنان، في المرحلة الثانية من عمليات الاقتراع، وذلك قبل 72 ساعة من موعدها بعد غد في محافظات الجنوب والبقاع وبيروت. إذ أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس لائحة "المقاومة والتنمية" في الجنوب، مستندة الى ائتلاف واسع اساسه حركة "أمل" و"حزب الله"، ويضم عدداً من الأفرقاء، في مقابل تحالفات منافسة في 3 لوائح غير مكتملة: الأولى لليسار ورئيس الاتحاد العمالي العام، والثانية برئاسة الرئيس السابق للمجلس النيابي كامل الأسعد، والثالثة يقودها النائب السابق حبيب صادق. راجع ص4 ويسعى بري الى تعبئة الناخبين الجنوبيين من اجل المشاركة في الاقتراع، خشية انخفاض نسبته، لاقتناع كثيرين بأن المعركة محسومة بائتلاف مع "حزب الله"، يهدف الى الحؤول دون أي اختراق للائحة. وبدت مشكلة نسبة المشاركة قائمة ايضاً في احدى دوائر البقاع، أي بعلبك الهرمل، حيث يخشى المعنيون تدنيها نتيجة ائتلاف "أمل" و"حزب الله" والرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني، واعتقاد كثيرين من الناخبين بأن المعركة محسومة، فيما تواجه اللائحة معارضين لها، أبرزهم ممثلو عائلات وعشائر، ولائحة يدعمها قائد "ثورة الجياع" الشيخ صبحي الطفيلي. لكن الحماسة تغلب على المعركة في دائرتي البقاع الأخريين، زحلة وراشيا البقاع الغربي. وبلغت سخونة الحملات المتبادلة في بيروت حد اتهام وزير التربية محمد يوسف بيضون المرشح على لائحة رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص منافسه رئيس المجلس الوطني للاعلام ناصر قنديل،المرشح على لائحة رئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في الدائرة الثالثة، بأنه زور شهادات جامعية من الخارج. ونفى قنديل ذلك فيما قدم بيضون المعلومات التي اعلنها الى النيابة العامة التمييزية. الى ذلك، واصل الرئيس السوري بشار الأسد لقاءاته مع التيارات اللبنانية، فالتقى كلاً من نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر والوزير السابق ميشال اده. وعلمت "الحياة" ان الجانب السوري يؤكد أن "لا مشكلة لسورية مع أحد من الذين ينجحون في الانتخابات النيابية في لبنان، فليس بينهم أعداء لسورية التي يبقى همها الرئيسي تعافي لبنان". وجدد الأسد نصح اللبنانيين بتأجيل البحث في موضوع الحكومة المقبلة الى حينه، وكرر ان لا مشكلة لسورية في أي من الخيارات المطروحة بالنسبة الى رئاستها. وقالت المصادر ان الأسد نصح بعدم فتح أزمة سياسية على هذا الموضوع منذ الآن. وأكدت مصادر مطلعة ان ما يفهم من كلام الأسد ان سورية تؤيد ان تأخذ الانتخابات مداها في المرحلة الثانية استناداً الى حرية الاقتراع. وكان بري أعلن الائتلاف الجنوبي في مهرجان في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر. وهنأ آل معربس باطلاق ابنتهم ماري بوساطة رسمية ليبية، واعتبر ان ما حدث "مسرحية دولية لأن الدخول الرسمي الليبي على خط الرهائن في الفيليبين يثير السخرية والسخط، لأن تجربتنا الطويلة والمرة تشير الى ان الداخل الى ليبيا مفقود". واتهم "النظام الليبي وحاكم ليبيا" بأنهما "مدرسة دولية لتنظيم الارهاب الرسمي وخطف الرهائن"، محملاً العقيد معمر القذافي "مسؤولية مواصلة ارتكاب جريمة رسمية في حق الإمام الصدر ورفيقيه وإخفائهم". وأكد ان "تبغ الجنوب لن يباع لليبيا على الاطلاق". وتحدث عن الائتلاف مع "حزب الله"، مؤكداً انه "ليس تكتيكاً انتخابياً مرحلياً بل استراتيجي". ووصف "التشطيب بهدف ان تكون الحركة أو الحزب هو الأعلى" ب"السخافات". وتحدث عن استخدام المال غير اللبناني في المعركة الانتخابية.