بدأ مستقلون داخل حزب الوفد، لا ينتمون الى التكتلات المتصارعة على منصب الرئيس بعد وفاة زعيمه ومؤسسه فؤاد سراج الدين، تحركات واسعة، تستهدف الحفاظ على وحدته والتقليل من تداعيات يخشى أن تؤدي الى تقليص نفوذه السياسي والجماهيري. وعُلم ان هؤلاء بدأوا حملة جمع توقيعات على مذكرة تطالب بتشكيل لجنة محايدة للإشراف على الانتخابات المتوقعة خلال اسابيع قليلة، على ان تخلو من المرشحين لمنصب الرئيس وهو ما يعني استبعاد الرئيس الموقت الدكتور نعمان جمعة من هذه الخطوة. وعزا اصحاب هذه الفكرة دعوتهم الى "غموض" قوائم اعضاء الجمعية العمومية 1000 عضو وعدم وجود لوائح رسمية مودعة داخل الحزب، يمكن الحصول عليها لتدقيق الاجراءات، اضافة الى الرغبة في وجود جهة محايدة لضمان نزاهة الانتخابات، وضمان فرص متساوية امام المرشحين للمنصب. وعلى رغم عدم الاعلان رسمياً حتى الآن عن المرشحين للمنصب، الا ان نائبي الراحل سراج الدين، وهما شقيقه ياسين سراج الدين، والرئيس الموقت الدكتور نعمان، عقدا العزم على الترشح للانتخابات، في حين توجد مؤشرات من داخل الحزب الى احتمال ارتفاع عدد المرشحين الى اربعة، باضافة نائب رئيس كتلة الوفد في البرلمان السيد فؤاد بدراوي حفيد زعيم الحزب والامين العام المساعد الدكتور ابراهيم الدسوقي اباظة. وتبادل سراج الدين الشقيق وجمعة، الانتقادات والتلاسن بينهما في وسائل الاعلام المختلفة، منذ وفاة زعيم الحزب وأكد كل منهما احقيته وجدارته بالمنصب، وان اكدا في الوقت ذاته ان المنافسة على المنصب، لن يُسمح لها بتجاوز الاطارات الديموقراطية وتقاليد الحزب. ويرى مراقبون، ان نتائج المرحلة الانتقالية التي يمر بها الوفد، ستنعكس على مجمل الحياة الحزبية في البلاد، على خلفية اول تجربة جادة في حزب قوي داخل مصر، يشهد عملية التحول من مرحلة "الزعامة التاريخية" الى "الرئيس المنتخب" في منافسة جادة مع خصومه، خصوصاً ان تجربة سابقة في حزب الاحرار، بعد غياب "زعيمه" الراحل مصطفى كامل مراد ادت الى تفسخه وصدور قرار تجميده. وفي السياق نفسه، استغرب السيد فؤاد بدراوي ما شهده الحزب خلال الايام الماضية من منافسات وصراعات، وقال ل "الحياة" ان "ما حدث افتقد للحصافة والقدرة على اختيار التوقيت المناسب، وساهم في تعريض وحدة الحزب للخطر"، لكنه شدد على ان "الاختيار سينعقد للجمعية العمومية، وسنتجاوز المشاكل القائمة من خلال التمسك بتقاليد الوفد وتراثه الديموقراطي". ومن المقرر ان تعقد الهيئة العليا للحزب اجتماعاً خلال الاسبوع الجاري، وقال بدراوي انها "ستقرر اجراءات عقد الجمعية العمومية، وتشكيل لجنة الاشراف على الانتخابات. ويتوقع تقديم موعد اختيار الرئيس الجديد، قبل نهاية الشهر الجاري، بسبب ظروف الانتخابات البرلمانية الضاغطة على الحزب، والمقررة مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل".