أكدت مصادر أفغانية قدمت من كابول ل "الحياة" أن سلاح الألغام كان الحاضر الأول في المعارك الأخيرة بين حركة "طالبان" وقوات المعارضة الأفغانية شمال العاصمة وحول مدينة طالقان الشمالية التي استولت عليها الحركة. وخسرت "طالبان" في معركة طالقان أكثر من أربعين قتيلاً ومئتين وخمسين جريحاً بينهم مئة بترت أقدامهم نتيجة انفجار الغام زرعت في طريقهم. وعلمت "الحياة" أن أكثر من أربعين من الأفغان العرب المؤيدين لأسامة بن لادن قتلوا أو بترت أقدامهم بسبب الألغام خلال المعارك الأخيرة التي خاضوها إلى جانب "طالبان". وبحسب مصادر المستشفيات الميدانية في كابول فإن الهجومين اللذين نفذتهما قوات "طالبان" في آب اغسطس الماضي خلّفا 175 جريحاً اصيب معظمهم في انفجارات الألغام. وبترت أقدام أكثر من مئة منهم اثر الهجوم الأول شمال كابول أواخر الشهر نفسه، بينما بترت أقدام 75 آخرين خلال الهجوم الثاني. وأفاد محللون وخبراء عسكريون ان قائد المعارضة الأفغانية الجنرال أحمد شاه مسعود بدأ يسلك التكتيك الذي اتبعته القوات الروسية خلال غزوها بلاده في الثمانينات، وذلك بنثر الألغام حول مواقعه. ولعل هذا ما دفع "طالبان" إلى تغيير استراتيجيتها والتحول من مهاجمة شمال كابول إلى الشمال الأفغاني الذي وجدته مليئاً ايضاً بالألغام. وأفيد أن مسعود عمد أثناء انسحابه من طالقان الأسبوع الماضي إلى إبقاء بعض العربات العسكرية المكشوفة وفي داخلها أسلحة وذخائر، وذلك في محاولة للتظاهر بأن قواته في حالة انهزامية، فاندفع مقاتلو "طالبان" نحو الشاحنات التي انفجرت في وجوههم. وكانت منظمات نزع الألغام التابعة للأمم المتحدة أعلنت اخيراً عن تقليص نشاطاتها في عمليات نزع الألغام في أفغانستان بعدما رأت أن عملية الزرع لا تزال متواصلة، بينما تعمل منذ سنوات على نزع ما لا يقل عن خمسة آلاف لغم زرعتها القوات الروسية قبل انسحابها. وأفادت مصادر أفغانية موثوق بها أن مسعود زرع خلال الأسابيع الماضية المئات من الألغام خشية تقدم "طالبان" إلى معاقله في وادي بنجشير الاستراتيجي الذي تسعى الحركة إلى تطويقه من الخلف بعد انتصاراتها الأخيرة في طالقان. وأعلنت منظمة أفغانية معنية بنزع الألغام وتتلقى دعمها من منظمة الأممالمتحدة، أن "طالبان" تتعاون معها في نزع الألغام، خصوصاً وأن زعيم الحركة ملا محمد عمر دعا أتباعه إلى العمل على جعل أفغانستان خالية من الألغام.