اسلام اباد، كابول - "الحياة"، أ ف ب - أبلغ قادمون من الشمال الافغاني "الحياة" امس ان حركة "طالبان" تستعد لشن هجمات واسعة النطاق ضد المعارضة في ولاية طالقان حيث معقل الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني. وجاء ذلك في وقت أعلنت المعارضة تحقيق انتصارات في غرب افغانستان حيث سيطرت على قرى عدة قرب ولاية هراة المحاذية للحدود مع ايران. وفي غضون ذلك، اختتمت شخصيات افغانية مؤتمراً في قبرص قررت نتيجته متابعة الاتصالات مع القوى الاقليمية والعالمية من أجل البحث في تسوية للنزاع الافغاني. وقال ل"الحياة" مراسل "صوت اميركا" اكرام شنواري الذي عاد امس من زيارة للشمال الافغاني دامت اسبوعين أنه شاهد الدبابات والعربات العسكرية وهي تحمل الجنود من كابول ومناطق اخرى في اتجاه ولاية قندوز المجاورة لتخار من أجل شن هجوم واسع النطاق. ونقل عن مصادر عسكرية في "طالبان" قولها إنها تستعد لشن مثل هذا الهجوم، وانها واثقة من تحقيق النصر فيه على معارضيها. وكانت مصادر المعارضة تحدثت أخيراً عن هجوم محتمل ل"طالبان"، واكدت ان قواتها تستعد للدفاع عن مواقعها. وادي بنجشير وتأمل "طالبان" في حال سقوط ولاية تخار وعاصمتها طالقان، في ان تشكل ضربة قوية للمعارضة في معقل الأخير، الى جانب قطعها الطريق على وادي بنجشير الاستراتيجي الذي يسيطر عليه القائد أحمد شاه مسعود. وكانت طائرات تابعة ل"طالبان" شنت سلسلة غارات متتالية في الأيام الماضية على مدينة طالقان في مهمات وصفت بأنها تهدف الى اضعاف الدفاعات الأولية للمعارضة. الى ذلك، أعلنت الجبهة الموحدة للمعارضة الافغانية امس احراز تقدم كبير في غرب البلاد بعد خمسة ايام من المعارك الكثيفة ضد "طالبان". وقال نائب وزير الخارجية السابق عبدالله ان حوالى مئتي قرية في اقاليم غور وفراه المحيطة باقليم هراة الاستراتيجي اصبحت تحت سيطرة المعارضة. وأوضح ان القوات المالية لمسعود كانت موجودة على بعد 15 كيلومتراً من مطار شيندند الذي تستخدمه طالبان لأسطول طائراتها المقاتلة من طراز "ميغ". ولم يتسن على الفور الحصول على رد فعل من ناطق باسم "طالبان". اقليم كونار وأعلنت مصادر مستقلة ايضاً ان المعارك كانت عنيفة في اقليم كونار شرق البلاد، فيما سجلت معارك متقطعة خلال الايام الماضية على خط الجبهة الواقع على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة كابول. وعلى صعيد آخر، اختتم في قبرص مؤتمر السلام الافغاني الذي ضم ثمانين شخصية افغانية ومن شرائح اجتماعية مختلفة. وقال منظم المؤتمر همايون جرير في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" امس ان المؤتمر قرر تشكيل لجنة من عشرين شخصية للاتصال مع مجلس الأمن الدولي ودول "مجموعة 6"2" أي الدول المجاورة لأفغانستان اضافة الى روسيا واميركا لتوضيح وجهة نظر المؤتمر. وكشف جرير عن العمل من أجل اختيار 400 شخصية من كل الأراضي الافغانية لتكوين مجلس لويا جركا مجلس وطني عام ليقرر مستقبل البلاد. ويتوقع ان يتم عقد الجلسة المقبلة في غضون شهرين. وكان مؤتمر قبرص تغيب عنه ممثلو حركة "طالبان" وحضره ممثلون عن المعارضة الافغانية.