عنفت المعارك في شمال شرقي افغانستان حيث تسعى المعارضة الافغانية الى استعادة مناطق من حركة "طالبان"، لتأمين خطوط امداداتها الى الحدود الطاجيكية قبل موسم تساقط الثلوج. واكدت مصادر المعارضة انها حققت تقدماً في اليوم الثاني من الاشتباكات، فيما نفت الحركة ذلك واتهمت القوات الروسية المرابطة على الحدود الطاجيكية - الافغانية بتقديم دعم عسكري للمناوئين لها. إسلام آباد، كابول - "الحياة"، رويترز - دارت اشتباكات عنيفة لليوم الثاني على التوالي امس، بين حركة "طالبان" والمعارضة الافغانية التي يقودها الجنرال الطاجيكي احمد شاه مسعود. وافادت تقارير ان المعارك دارت على محورين في شمال شرقي مدينة طالوقان عاصمة ولاية تخار وشرق المدينة التي تسعى المعارضة الى استعادتها قبل حلول الشتاء وتساقط الثلوج، ما يجمد العمليات العسكرية مبدئياً الى الربيع المقبل. وتضاربت الانباء حول سير المعارك. واكدت مصادر المعارضة انها احكمت سيطرتها على عدد من المرتفعات المحيطة بالمدينة، واشارت الى ان "طالبان" حاولت استعادة هذه المناطق تحت غطاء غارات جوية كثيفة نفذتها طائراتها. وقال الناطق باسم المعارضة احمد جلال ان "معارك عنيفة تدور هناك"، مشيراً الى ان قواتها نفذت تراجعاً تكتيكياً في منطقة خواجا غار في ظل الغارات الجوية للحركة. لكن ناطقاً باسم الحركة اكد ان المعارضة لم تحقق تقدماً بل خسرت بعض المواقع في محيط طالوقان. واتهم روسيا بتقديم دعم لوجستي وعسكري مباشر للمعارضة، "بغية اذكاء نار الفتنة في افغانستان". ولم تتوافر معلومات عن حجم الضحايا، لكن مسافرين قدموا من المنطقة افادوا ان الحركة منيت بخسائر بشرية كبيرة كما فقدت عشرات الآليات في القتال. وتكتسب طالوقان اهمية معنوية واستراتيجية بالنسبة الى المعارضة الافغانية. فهي الى جانب كونها المدينة الرئيسية التي كانت لا تزال تسيطر عليها في المنطقة، تحظى بأهمية استراتيجية لوقوعها على الطريق الرئيسي للامدادات المقبلة من الحدود الافغانية - الطاجيكية. وكانت "طالبان" سيطرت على طالوقان وضواحيها إثر هجوم كاسح اوائل ايلول سبتمبر الماضي. وتمكنت المعارضة بعد ذلك من استعادة بعض المناطق المجاورة للمدينة في هجمات متفرقة. وعلى اثر تقارير عن تلقي مسعود دعماً من اطراف محلية واقليمية، بدأت قواته الهجوم على طالوقان مطلع الاسبوع الجاري. ويحاول مسعود منع "طالبان" من السيطرة على باقي الاراضي الافغانية بعدما سيطرت حتى الآن على نحو 95 في المئة منها. وفي غضون ذلك، افاد شهود ومسؤولون ان انفجاراً هز العاصمة الافغانية كابول صباح امس. ووقع الانفجار امام مبنى وزارة الاعلام التابعة لحكومة "طالبان". ولم يصب احد نتيجته. وافيد ان عبوة ناسفة انفجرت قبل الفجر وحطمت عشرات النوافذ في مبنى الوزارة والمباني المجاورة في وسط المدينة. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، علماً ان مسؤولي "طالبان" كانوا ألقوا مسؤولية انفجارات سابقة على قوات المعارضة التي دأبت بدورها على نفي ذلك. وكانت "طالبان" اعدمت في ايلول سبتمبر الماضي، اربعة اشخاص اتهمتهم بتنفيذ تفجيرات لمصلحة المعارضة.