أعلنت حركة "طالبان" تعزيز دفاعاتها في محيط العاصمة كابول في مواجهة تقدم مستمر للقوات الطاجيكية المناهضة لها. وجاء ذلك في وقت قال الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان إن "آلافا من غير الافغان" يشاركون في الحرب الدائرة في أفغانستان، ما حولها إلى "صراع متعدد القوميات" تتجاوز آثاره الحدود الافغانية. كابول، نيويورك - أ ف ب، دبا - افادت مصادر حركة "طالبان" انها عززت امس السبت نظامها الدفاعي في محيط كابول بينما تستمر قوات المعارضة في الاقتراب من بلدتي تغاب ونجراب شمال شرقي العاصمة. وأعلن وزير الاعلام في الحركة امير خان متقي ان مقاتليها الذين كانوا منتشرين شمال البلاد اعيد نشرهم في العاصمة، مؤكداً أن "طالبان" ما زالت تسيطر على المواقع الحساسة شمال المدينة. وقال: "ما زلنا نسيطر على المرتفعات الاستراتيجية وعلى قمم الهضاب حتى شرق قاعدة بغرام الجوية. كما اننا نسيطر على جسر باريكاو قرب بغرام". وأفاد شهود ان مئات من عناصر "طالبان" قاموا امس بدوريات في شوارع كابول. واقاموا حواجز بحثا عن اسلحة غير مرخصة وذخائر. ويأتي ذلك بعدما شنت الحركة التي تسيطر على ثمانين في المئة من افغانستان، هجوما شاملا على مواقع القوات الطاجيكية بقيادة احمد شاه مسعود في شمال العاصمة في الرابع من الشهر الجاري. وتمكنت خلال الاسبوع الماضي من احراز سلسلة انتصارات ارغمت المعارضة على الانسحاب من قاعدة بغرام الجوية والتراجع الى وادي بنجشير الحصين. ولكن الحركة اعترفت الخميس بأنها خسرت مواقع حساسة غداة هذا الهجوم. وقال الأمين العام للأمم المتحدة مساء اول من امس إن "آلافا من غير الافغان" يشاركون في القتال الدائر في أفغانستان، ما حوله من اقتتال محلي إلى "صراع متعدد القوميات" تتجاوز آثاره الحدود الافغانية. وأضاف أنان انه تلقى معلومات مفادها أن قوى أجنبية مساندة لمختلف الفصائل الافغانية المتحاربة "تورد أسلحة وذخائر ومواد حربية بحرية" إلى تلك الفصائل. وأوضح أن "الآلاف من حاملي الجنسيات غير الافغانية يشاركون في القتال". ودعا الدول المجاورة والمعنية بالصراع إلى الوفاء بالتزاماتها والامتناع عن توفير أي دعم عسكري للاطراف الافغانية المتحاربة. وحذر انان من أنه "إذا سمح لقوى أجنبية بالتدخل في الاقتتال الافغاني، فإن المخاطر المحتملة ستتفاقم إلى حد كبير وسيكون من الصعب للغاية الحيلولة دون امتداد النزاع إلى ماوراء الحدود الافغانية".