} قتل ثلاثة طلاب سودانيين في مواجهات منفصلة مع الشرطة والجيش في مدينتين غرب السودان، وسقط قتيلان خلال تظاهرة عنيفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، احتجاجاً على تردي الخدمات، فيما قتل الطالب الثالث أمس في مواجهة مع وحدة من الجيش كانت تطارد فارين من الخدمة العسكرية الالزامية في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. ارتفع أمس عدد ضحايا التظاهرات في مدينة الفاشر غرب السودان التي شهدت تظاهرة عنيفة مساء أول من أمس إلى قتيلين و16 جريحاً، أربعة منهم اصاباتهم خطيرة. وعلق قائد المنطقة العسكرية سيد الجعلي في المدينة سلطات والي شمال دارفور وشوهدت دبابات في طرقات المدينة. وطلب القائد العسكري من حزب "المؤتمر الوطني الشعبي" بقيادة الدكتور حسن الترابي مساعدته في تهدئة الأوضاع. وتظاهر آلاف في مدينة الفاشر 600 كيلومتر غرب الخرطوم احتجاجاً على تردي خدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء، بعد ادائهم صلاة الاستسقاء، واثر تسليم اعضاء مجلس ولاية شمال دارفور التشريعي برلمان اقليمي مذكرة والي الولاية اللواء المتقاعد عبدالله صافي النور. وكان المواطنون في طريقهم إلى مقر حكومة الولاية لتسليم مذكرة مماثلة إلى الوالي الذي رفض استقبالهم وأمر الشرطة بتفريقهم، ما أدى إلى صدامات استخدمت فيها الشرطة الرصاص والغاز المسيل للدموع والهراوات، وتوفيت الطالبة رشا عبدالله بالرصاص، واصيب 16 مواطناً إصابات متفاوتة. وتوفي أمس الطالب وليد سليمان متأثراً بجروحه، كما اصيب 5 من الشرطة. وأصدرت رئاسة الشرطة أمس بياناً مقتضباً اتهم "فئة مأجورة" بتحريض الطلاب على التظاهر والاعتداء على ممتلكات المواطنين وانضمت إليها مجموعة من الباعة. وأفادت معلومات وردت من الفاشر أن المتظاهرين أحرقوا مقر المحافظة ومبنى اذاعة الولاية ومكتب الضرائب ومدرستين يدرس فيهما أبناء المسؤولين وكبار الموظفين. وعلم ان الوالي صافي النور اختفى عن الأنظار بعد وقت قصير من بدء التظاهرة، ولجأ إلى رئاسة المنطقة العسكرية في المدينة حيث قضى ليلته. وتولى قائد المنطقة العسكرية اللواء السادس اللواء سيد الجعلي أمس، زمام الأمور بعد تعليقه سلطات الوالي، وأمر الدبابات بالنزول إلى الطرقات. وطلب الحاكم العسكري من قيادة حزب "المؤتمر الوطني الشعبي" في المدينة مساعدته في تهدئة الأوضاع "لأن قطاعاً واسعاً من مواطني الولاية يؤيدون الترابي". وأجرى الحاكم العسكري محادثات مع نائب الأمين العام للحزب شمال دارفور علي شمار. ووافق حزب "المؤتمر الوطني الشعبي" على طلب القائد العسكري الذي وعد برفع شروط الحزب إلى الحكومة الاتحادية. وتمثلت المطالب في إقالة حكومة الولاية، وتحسين خدمات التعليم والمياه والصحة والكهرباء وتمكين المواطنين من ممارسة حقهم في انتخاب والي الولاية. وأكد "المؤتمر الشعبي" في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه ان 60 ألفاً من مواطني الفاشر شاركوا في التظاهرة. واتهم الشرطة باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، ما أدى إلى وفاة الطالبين وإصابة 16 آخرين بينهم ثلاثة اصاباتهم في الرأس، هم فتحى عبدالله وفضل آدم ومحمد الحسن عطية. ووقع الحادث الثاني في مدينة الأبيض غرب السودان أمس عندما حاولت مجموعة من الشبان مقاومة وحدة من الجيش تطارد الفارين من أداء الخدمة العسكرية الالزامية. وتحولت المواجهة إلى تظاهرة صاخبة أحرقت سيارة تابعة للجيش واشتبكت مع الشرطة في طرقات المدينة. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة تدعو إلى العدالة والقصاص من قاتل الطالب، ووقف ملاحقة الفارين من أداء الخدمة العسكرية بصورة غير لائقة، وقذفوا المحلات التجارية وبعض المرافق الحكومية بالحجارة، ما أدى إلى تدخل الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات. وكانت وحدة من الجيش تطارد شباناً فارين من أداء الخدمة العسكرية الالزامية وسط سوق الأبيض 400 كيلومتر غرب الخرطوم، فدهست سيارة كانت تستقلها الوحدة العسكرية طالباً وأردته قتيلاً، ما أدى إلى تجمع المواطنين واحراق السيارة واندلاع تظاهرة صاخبة جابت طرقات المدينة.