بدأت تتكشف خيوط حرب جاسوسية بين طهرانوبغداد إثر اعلان اعتقال عشرة عراقيين ومحاكمتهم بتهمة التجسس لمصلحة بغداد. وقضت المحكمة الثورية في طهران بسجن العشرة مدداً تراوح بين ثلاثة أشهر وثلاثين شهراً، بعد ادانتهم بتهمة ارسال معلومات استخباراتية إلى العراق، خصوصاً في مجال تسهيل عمليات تسلل مجموعات من منظمة "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة التي تتخذ من العراق مقراً لها، وتشن حرب عصابات على القوات والسلطات الإيرانية. واشتمل الحكم أيضاً على دفع غرامات مالية، إلا أن صحيفة "رسالت" المحافظة، التي نشرت الخبر، لم تعط أي ايضاحات عن اسماء المعتقلين أو تاريخ اعتقالهم ومحاكمتهم. واضيف ملف الجاسوسية إلى الملفات الأخرى الشائكة في علاقات البلدين المتسمة بالتوتر، خصوصاً في الفترة الأخيرة. إذ وجهت طهران اتهامات عدة إلى بغداد ب"التورط المباشر" في دعم العمليات العسكرية التي تنفذها منظمة "مجاهدين خلق" داخل العاصمة الإيرانية وعلى الحدود مع العراق. ورفضت بغداد هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها "باطلة"، إلا أن وزير الاستخبارات الإيراني علي يونسي أكد ان "منظمة مجاهدين خلق تعمل كجزء من الجيش العراقي، وتحت اشراف الاستخبارات العراقية". لكن ما زالت تتخلل هذا الجو القاتم بين البلدين محطات ايجابية للتطبيع بينهما، كان أبرزها تبادل 97 في المئة من مجموع الأسرى بين الطرفين، حسبما أعلن العميد عبدالله نجفي رئيس لجنة الأسرى والمفقودين الإيرانيين لدى العراق، كما تجرى محادثات عبر الصليب الأحمر الدولي لإجراء عمليات تبادل للأسرى المتبقين، بعدما قطع الطرفان شوطاً كبيراً تم خلاله اطلاق أكثر من 59 ألف أسير عراقي ونحو 40 ألف أسير إيراني. ويختلف الطرفان بشأن الأعداد المتبقية من الأسرى لدى كل منهما، إذ تقول طهران إن أكثر من ثلاثة آلاف أسير إيراني ما زالوا محتجزين في العراق، في حين تنفي بغداد بقاء أي أسير إيراني لديها، وتصر في المقابل على وجود أكثر من 20 ألف عراقي في إيران، وهو ما تنفيه طهران، معلنة أن 7500 أسير عراقي طلبوا البقاء في إيران من أصل ثمانية آلاف.