دعت طهران السلطات العرقية الى الافراج عن الأسرى الايرانيين، وطلبت من الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الضغط على بغداد لاطلاقهم، مؤكدة انها لم تعد تحتجز أي أسير عراقي. في الوقت ذاته شهدت المناطق الحدودية بين البلدين عملية عسكرية نفذتها منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة، وأعلنت طهران سقوط ست قذائف "هاون" قرب مقر للشرطة في منطقة سومار الحدودية غرب انطلاقاً من الأراضي العراقية. وقال اسفيديار ذاكري قائمقام منطقة قصر شيرين ان المنظمة أطلقت القذائف من الأراضي العراقية فأصابت تلاً قرب مقر الشرطة. وهذه ثالث عملية عسكرية حدودية تنفذها المنظمة خلال خمسة شهور، كما أوضحت الاذاعة الايرانية التي أوضحت ان اثنتين من تلك الهجمات استهدفتا مناطق سكنية في محافظة كرمانشاه الحدودية. وتصف طهران عمليات "مجاهدين خلق" بأنها ارهابية، وتحمل بغداد المسؤولية بسبب اتخاذ المنظمة العراق مقراً عسكرياً ولوجستياً لها، ومركزاً لانطلاق عملياتها. وتتهمها ايران بالتعاون مع الاستخبارات العراقية. وتأخذ كل من طهرانوبغداد على الطرف الآخر احتضانه المعارضة المسلحة للنظام، ولم تؤد خطوات الحوار السياسي "الخجول" الى تطبيع علاقات البلدين منذ انتهاء الحرب بينهما 1980 - 1988. كما أن أبرز ملف انساني بينهما ما زال مفتوحاً، وهو يتعلق بالأسرى والمفقودين. وجددت طهران أمس تأكيدها انها اطلقت جميع العراقيين الأسرى لديها، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حين أفرجت عن 728 أسيراً، وقال العميد عبدالله نجفي رئيس اللجنة الايرانية للأسرى ان هذه الخطوة "أثبتت حسن النيات الايرانية، والمطلوب الآن خطوة مماثلة من العراق لاثبات حسن نيته". ووصف ما اعلنه بعض الصحف العراقية عن وجود 29 ألف أسير عراقي في ايران، بأنه "كذب"، وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في طهران ان تسعة آلاف أسير عراقي طلبوا اللجوء الى بلاده، وأن سبعة آلاف منهم أبلغوا الصليب الأحمر قرارهم عدم الرغبة في العودة الى العراق. واتهم نجفي السلطات العراقية بوضع العراقيل أمام تسوية قضية الأسرى، وأضاف ان مفاوضات ستجرى في جنيف هذا الاسبوع، بين الصليب الأحمر ومسؤولين عراقيين، لمناقشة قضية الأسرى الايرانيين عددهم ثلاثة آلاف. وتؤكد طهران انها اطلقت خلال الأشهر الخمسة الماضية، أربعة آلاف أسير عراقي ليصل مجموع الذين افرجت عنهم حتى الآن الى 59830 شخصاً، فيما أطلق العراق أكثر من 39 ألف أسير.