لوحت طهران بتوغل عسكري داخل أراضي العراق، فيما بلغ التوتر ذروته على الحدود العراقية - الإيرانية مع اتساع الاشتباكات بين الجيش الإيراني ومنظمة "مجاهدين خلق" المعارضة، التي تتهم طهرانبغداد بدعمها عسكرياً. وكانت "الحياة" كشفت السبت حشوداً عسكرية على جانبي الحدود بين البلدين. وأشارت إيران ضمناً إلى توغل قواتها في الأراضي العراقية بعدما أعلن الجيش الإيراني توجيه ضربة "قاسية" إلى "مجاهدين خلق" رداً على عملياتها، وأكد مقتل وجرح عشرات من أفرادها خلال اشتباكات اندلعت ليل السبت - الأحد في محيط منطقة "ميمة" جنوب غربي إيران. كما اعترف بمقتل ثلاثة جنود إيرانيين. وبرز التلويح بالتوغل في أراضي العراق في إعلان مصدر عسكري ان "القوة البرية التابعة للجيش الإيراني والمنتشرة في المنطقة بموجب القرار 598 الذي اوقف الحرب مع العراق تعتبر أن من حقها القيام بما من شأنه انهاء الاعتداءات التي ينفذها المنافقون يقصد "مجاهدين خلق"، والرد على المؤامرات والتحركات المعادية التي يقوم بها أعداء الإسلام بعدما حافظت القوات الإيرانية بكل ما استطاعت على حسن الجوار مع الحكومة العراقية". وتابع المصدر ان قوات إيرانية حاصرت مجموعات من عناصر المنظمة. واتهم "مجاهدين خلق" بأنها "قصفت عشوائياً إيران من عمق الأراضي العراقية لفك الحصار عن قواتها، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود إيرانيين". وكانت صحافة طهران أفادت عن شن المنظمة هجمات على ثلاث مدن غرب إيران، هي قصر شيرين ودهلران وشلامجه. وجاءت حصيلة الاشتباكات متناقضة، إذ نقلت الصحف عن مصدر مأذون له ان الهجمات لم تؤدِ إلى إصابات في الأرواح، بينما أكدت منظمة "مجاهدين خلق" في بيان تلقته وكالات الأنباء، مئات الاصابات بين قتيل وجريح في صفوف الجيش الإيراني بعد "اشتباك كبير" استمر عشر ساعات، واعترفت بمقتل ثلاثة من عناصرها. وأشارت صحيفة "طهران تايمز" إلى لقاء ضم مسؤولين في المنظمة ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. ايه. واعتبرت أن الموقف الأميركي غامض "لأن المنظمة مدرجة على لوائح الارهاب الأميركية، فيما تتلقى مساعدات من واشنطن وتخدم المصالح الأميركية". وكان وزير الاستخبارات الإيراني علي يونسي اعتبر ان "المنظمة أصبحت جزءاً من الجيش العراقي، والاستخبارات العراقية تشرف عليها وتحرضها في عملياتها ضد إيران". وتوعد بضربة قاسية ل"مجاهدين خلق"، التي أكدت في بيانات خلال اليومين الماضيين قصف القوات الإيرانية ب"أكثر من ألف من قذائف المورتر والصواريخ".