} اعتبر زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي ان ملتقى الحوار مع المعارضة الذي دعت اليه الحكومة السودانية "متعثر تماما"، لكنه رأى ان "المبادرات التي تفلح في السودان هي تلك التي يتولاها أهله ... ولا بأس في أن يشهد الجيران العرس". توقع الدكتور حسن الترابي الذي وصل الى الدوحة أمس في حديث الى "الحياة" ان يتم لقاؤه الثاني مع زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي في العاصمة القطرية "لكن سنصل الى درجة اليقين في ذلك بعد يومين أو ثلاثة". وأوضح الترابي في رد على سؤال عما تردد عن عقد لقائه والمهدي في الدوحة خلال الاسبوع الجاري: "كنا حريصين على ان نلتقي الآن في مكان ما وأؤثر دائماً أن يتم في بلد عربي ان لم يكن داخل السودان"، ورأى انه "في الغالب ان نلتقي في هذا المكان قطر الى حيث يعود الصادق من ايران وأنا قادم الى الدوحة لبرنامج تلفزيوني. لكن سنصل درجة اليقين بعد يومين أو ثلاثة عندما نتصل به". واعتبر ان اللقاء الذي عقداه في جنيف منتصف العام الماضي "أعقبه انفتاح الحريات في السودان". وزاد: "حسبت ان تلك المبادرة لقاء جنيف ستعود به الى الخرطوم ولكن بالطبع هو مع صلته مع التجمع الوطني الديموقراطي المعارض الذي هو فيه، ونحن أيضاً في الأزمات التي نحن فيها". وانتقد الترابي الاجراءات التي اتخذتها حكومة الرئيس عمر البشير في شأن الترتيبات الهادفة الى عقد ملتقى تمهيدي للحوار بين الحكومة وبعض الأحزاب الموالية لها في الخرطوم. وقال "ان المحاولة التي تجرى الآن داخل السودان اخرجتها الحكومة ونصبت عليها رئيساً ومقرراً من عندها ودعت اليها أحزاباً جديدة لا نعرف لها قدراً في السودان". وأشار الى انه "لم يدخل الملتقى الحكومي حزب ذو وزن ونحن لم ندخله. كما لم يدخله حزب الأمة والاتحاديون". ورأى ان الاجتماع الذي سعت اليه الحكومة "يتعثر تماماً". وتحدث الترابي عن مصر بلهجة هادئة وقال "ان مصر مهتمة بالسودان لكن يبدو انها لا تستيقن تماماً ماذا يجري فيه، والى أين يسير حتى تستقر علاقاتها مع قوى بعينها أو مع السودان جملة". وأضاف ان مصر "انفتحت الآن على السودان لكن في ظل هذا التأزم والاضطراب ستضطرب العلاقات بينه وبين اريتريا وبينه وبين مصر". وسألته "الحياة" عن امكان نجاح المبادرة المصرية - الليبية في حل الأزمة السودانية فرأى ان "المبادرات التي تفلح في السودان هي التي يتولاها أهله. والسودان بلد مركب إذا لم يتفق أهله على شيء فمن العسير على آخر من الخارج أن ينجح في ذلك". لكنه قال ان الخارج "يمكن أن يفتح باباً للسودانيين للقاء ويمهد لذلك، لكن السودانيين هم الذين يعالجون مشاكلهم"، داعياً السودانيين الى "ان يعالجوا مشكلتهم ولا بأس أن يشهد الجيران العرس". وتحدث الترابي عن "مبادرات منا تجاه زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان العقيد جون قرنق، لكننا لم نتلق ردوداً مباشرة. ولنا اتصالات مع قوى جنوبية غير موالية للحكومة ومع أحزاب قومية". وعن طبيعة مبادرة حزبه تجاه قرنق قال: "فقط نريد أن نتداعى الى حريات انتخابية ليس فقط للحكم وانما لتقرير المصير أيضاً". ورداً على سؤال عن وضعه الحالي في السودان بعد خلافه مع الرئيس البشير قال: "نحن لا تصدمنا الأزمات وقد تعودنا عليها، كما ان المناصب في حياة الانسان ليست الا محطات على الطريق". وأكد ان "هناك قطيعة سياسية" تسود علاقته مع البشير لكنه استدرك بأنه "حتى الذين بينكم وبينهم قطيعة مثل الأحزاب ينعقد معهم حوار وقد تأتلفوا أو تتحدوا". وعن موقفه من الانتخابات الرئاسية إذا أجريت في تشرين الأول اكتوبر المقبل قال الترابي: "إذا أجرت الحكومة الانتخابات قبل أن توفر المناخ السوي الحر بتراضي الجميع فغالباً ما تقاطع كل الاحزاب ومنها المؤتمر الوطني الشعبي". وأكد في هذا الاطار انه لن يترشح في أي انتخابات رئاسية مقبلة "لأنني أقدر أن المواقع التنفيذية في السلطة ينبغي أن تؤول الى الأجيال دون الستين" من العمر.