ينتظر أن يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل خلال زيارته الحالية الى القاهرة ويتسلم منه رسالة من الرئيس عمر البشير تتضمن تأكيد دعم الخرطوم للجهود المصرية - الليبية لإقرار السلام في السودان. وأكدت مصادر ديبلوماسية مصرية ل"الحياة" وجود "تنسيق مصري - سوداني للحؤول دون تدويل القضية السودانية"، وجهود من أجل الحفاظ على وحدة السودان. وطغى موضوع الوساطتين العربية والافريقية في شأن إحلال السلام في السودان على محادثات أجراها الرئيس الكيني دانيال اراب موي مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى في القاهرة أمس. في غضون ذلك اعتبر وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي التقى موسى أيضاً ان الخرطوم ترحب بوساطة تقوم بها الولاياتالمتحدة بين الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. واطلع موسى الرئيس الكيني خلال توقف الأخير في مطار القاهرة امس في طريقه الى بروكسيل على نتائج محادثاته مع نظيره السوداني وما توصل اليه اجتماع قادة المعارضة السودانية في شأن سبل إحلال السلام في السودان. ويعد لقاء مبارك مع وزير الخارجية السوداني الأول اذ لم يلتق الرئيس المصري أي مسؤول سوداني في القاهرة منذ وفاة نائب الرئيس السوداني الزبير محمد صالح. وكان مبارك التقى البشير في الجزائر على هامش اجتماعات القمة الافريقية في اواخر حزيران يونيو الماضي. وكان اسماعيل وصل الى القاهرة مساء أول من أمس وعقد جلستي محادثات مع نظيره المصري عمرو موسى. وحمل اسماعيل الى القاهرة تأكيدات في شأن إلتزام بلاده المبادرة المصرية - الليبية . ودعا اسماعيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع موسى في ختام محادثاتهما، الإدارة الاميركية الى تفهم أن "المبادرة العربية ليست خصماً على ايغاد". ورحب بوساطة أميركية إذا كانت تهدف الى إنهاء الحرب في الجنوب. وحمل موقف اسماعيل دلالات مهمة منها استعداد بلاده لاستقبال المبعوث الاميركي الخاص بالسودان هاري جونستون، وعدم التصعيد مع اولبرايت الأمر الذي يتفق مع موقف موسى الذي تحاشى اول من أمس الدخول في تراشق إعلامي مع اولبرايت بقوله إن ما ذكرته الوزيرة الاميركية لا يعتبر اعتراضاً على المبادرة المصرية - الليبية وأن حديثها يصب في خانة دعم مبادرة "ايغاد". وعن سبب تشكيك الولاياتالمتحدة في المبادرة المصرية - الليبية قال: "نحن حريصون على تأكيد ان المبادرة المصرية - الليبية ليست بديلاً عن مبادرة ايغاد، وان السودان يأمل في ان يكون الموقف الاميركي اكثر ايجابية في هذه المسألة". وأوضح انه يفسر تصريح اولبرايت في نيروبي بأن "الاميركيين سيعملون على التوسط بين الحكومة ورئيس حركة التمرد قرنق على رغم عداء واشنطن للحكومة السودانية". وتابع: "اذا كان ذلك يمثل توجهاً جديداً للعمل على تحقيق السلام في السودان فإن السودان يرحب به". وفي شأن مغزى التدخل الاميركي الرافض للمبادرة المصرية - الليبية على رغم موافقة الحكومة والمعارضة عليها، استخدم اسماعيل تعبير نظيره المصري قائلاً ان "المبادرة المصرية - الليبية ولدت لتبقى"، ودعا الجميع الى "إدراك عدالة هذه المبادرة وواقعيتها وانها ليست خصماً على غيرها". ومن جانبه وصف موسى، المحادثات مع نظيره السوداني بأنها مهمة. وأشار الى ان زيارة اسماعيل هدفت الى تنسيق العمل في إطار المبادرتين، وتناولت التطورات الجارية بعد اجتماعي"التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض في القاهرة و"شركاء ايغاد" في روما يوم 18 الجاري. ونفى ان تكون بلاده تلقت رسمياً من واشنطن اعتراضات على المبادرة المصرية - الليبية.