طالب المتشددون في ايران ب"اهدار دم" الاصلاحيين الذين يعصون أوامر مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، وبعزل النواب المعادين له. ورددوا خلال مسيرة هتافات ضد "الاصلاحي الموالي لأميركا". ودعت الخارجية الايرانية الادارة الاميركية الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لايران، فيما شدد الرئيس محمد خاتمي على تحقيق "ديموقراطية خاصة" وانتقد المحافظين. واكد انصاره ل"الحياة" التزامهم "ولاية الفقيه"، في حين نزل المحافظون الى الشارع، فنظّموا لليوم الثالث، تجمعاً احتجاجياً امام البرلمان دعماً للمرشد ولرئيس البرلمان مهدي كروبي. وأطاحت تداعيات "حرب الصحافة" ازمة تعديل قانون الصحافة رئيس اللجنة الثقافية في البرلمان احمد بورنجاتي الذي استقال احتجاجاً على ضغوط المحافظين فيما عطّل القضاء صدور صحيفة "بهار" القريبة الى الرئاسة الايرانية. وعلمت "الحياة" من مصدر برلماني ان اربعة نواب اصلاحيين يدرسون احتمال تقديم استقالاتهم للسبب ذاته، وان نواباً آخرين في اللجنة الثقافية التي وضعت تعديلات قانون الصحافة، يدرسون استقالتهم من الصحيفة. راجع ص 2. وعُلم ان بعض اعضاء البرلمان القريبين الى حزب "جبهة المشاركة" الاصلاحي سيتابعون كل اجراءات رئيس البرلمان الاصلاحي مهدي كروبي وكيفية ادارته المجلس، واضعين احتمال تقديمهم طلباً لاستجوابه بعد بضعة اشهر لعزله قبل انتهاء ولايته التي تستمر سنة قابلة للتجديد. وتأتي هذه المعطيات لتؤكد توقعات "الحياة" باحتمال تصاعد الخلاف "الصامت" على رئاسة البرلمان بين حزب "جبهة المشاركة" وكروبي، زعيم التيار الديني الاصلاحي الذي ينتمي اليه خاتمي. وجدّدت مصادر الحزب تأكيدها ان نوابها لم يعترضوا على الرسالة التي طلب فيها خامنئي من البرلمان الاحد الماضي عدم تعديل قانون الصحافة، بل اعترضوا على تجاوز كروبي النظام الداخلي للمجلس. وردّ كروبي بأنه سحب مشروع تعديل قانون الصحافة من جدول الاعمال بعد استشارة هيئة الرئاسة تنفيذاً لقرار رسمي من المرشد. وفيما تواصلت احتجاجات المحافظين والمتشددين دعماً لهذا القرار، دعا خاتمي الى تحقيق ديموقراطية "خاصة بإيران"، وقال: "ان جيل الشباب يريد الحرية شئنا أم أبينا". وفي كلمة في محافظة كردستان الايرانية اعطى الرئيس الاولوية لما يصدر عن خامنئي، مشدداً على "عدم الاكتفاء بظاهر الديموقراطية والمشاركة الشعبية، بل يجب تهيئة الارضية المناسبة لتطبيقها". وشكّل كلام خاتمي اول اشارة منه في شأن "حرية الصحافة" وهو انتقد خصومه المحافظين من دون تسميتهم واعتبر ان "بعض الذين يعارضون جوهر الحرية يصوّرونها مساوية للفوضى والانفلات، لذلك من حقّنا تنظيم الحريات وفق القانون" وحاول الاصلاحيون النأي عن تهمة السعي الى "اصلاحات اميركية"، وقال ل"الحياة" عضو الشورى المركزية في حزب "جبهة المشاركة" علي شكوري راد ان "واشنطن عدوة لايران، ولا يمكننا العمل لإصلاحات تريدها". وسارعت الخارجية الايرانية الى دعوة الولاياتالمتحدة الى عدم التدخل في شؤون ايران، رداً على الانتقادات التي وجهتها الخارجية الاميركية الى طهران بسبب سحب مشروع تعديل قانون الصحافة من التداول في البرلمان. وبين التطورات البارزة امس في اطار "حرب الصحافة" قرار القضاء وقف صدور صحيفة "بهار" بسبب شكاوى ضدها، وبتهمة "نشر أكاذيب". ويرأس تحرير الصحيفة سعيد بور عزيزي مسؤول المكتب الصحافي للرئيس خاتمي.