بدأت العلاقات السودانية - الاريترية بالاتجاه الى التهدئة، إثر وساطة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فيما أنهى اتفاق سوداني - اثيوبي خلافات في شأن قضايا حدودية. وكان أمير قطر زار كلاً من أسمرا والخرطوم وأجرى محادثات مع الرئيسين اساياس افورقي وعمر حسن البشير. وركزت المحادثات التي أجراها الشيخ حمد مع البشير في الخرطوم، في حضور وزيري خارجية البلدين، على تسوية الخلافات بين السودان واريتريا، وتنشيط اتفاق الدوحة الموقع بينهما في أيار مايو 1999. وأعلن وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، في تصريحات للصحافيين عقب ختام المحادثات، ان الرئيس الاريتري اساياس افورقي الذي كان أمير قطر التقاه في اسمرا سيزور الخرطوم قريباً. وقال ان بلاده "مطمئنة إلى مسار الاتفاق" بين الخرطوم وأسمرا. وأكد "ان علاقات البلدين تخطت دور الوساطة ونحن مطمئنون ومرتاحون بأن الأمور تسير بشكل ايجابي". وفي شأن تنفيذ اتفاق الدوحة، قال الشيخ حمد بن جاسم: "ان جزءاً كبيراً من الاتفاق طبق، ووجدنا حرصاً وتأكيداً من القيادتين السودانية والاريترية على تطبيق الجزء المتبقي". وذكر وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، من جهته، "ان المساعي القطرية التي بدأت قبل عامين أدت الى تحسن في العلاقات بين السودان واريتريا"، لكنه أضاف: "ان هذا التحسن لم يصل بالعلاقات الى وضعها الطبيعي"، موضحاً "ان اتفاق الدوحة نفذ العديد من بنوده. ففتحت الحدود البرية، وسهل انتقال المواطنين والبضائع، وأعيدت العلاقات الديبلوماسية وفتحت سفارتا البلدين. إلا أن هناك بنوداً أخرى وعقبات تنتظر الحل". وأشار الى أن "زيارة أمير قطر تصب في خانة ازالة هذه العقبات وتعطي قوة دفع اضافية لتخطيها". وفي أسمرا، أعرب مسؤول في وزارة الخارجية الاريترية، بعد محادثات الشيخ حمد وافورقي، عن استعداد بلاده لتفعيل الاتفاق مع السودان، وتنشيط عمل اللجان المشتركة. وقال سفير اريتريا في الدوحة محمود علي حروي ان افورقي اطلع أمير قطر على "حقيقة الأوضاع مع الخرطوم". وأكد استعداد بلاده لتطبيع العلاقات مع السودان. وقال: "ان اريتريا ملتزمة اتفاق الدوحة، والقنوات مع الخرطوم مفتوحة، وتشكيل اللجان معلن عنه، إلا أن التطورات العسكرية في المنطقة خلال الحرب بين أسمرا واديس ابابا لم تساعد في تفعيل عمل اللجان المشتركة مع السودان". الى ذلك، أشار المسؤول الاريتري الى أن بلاده وقطر وقعتا اتفاقات تجارية تتعلق بالاستثمار والازدواج الضريبي. اتفاق مع اثيوبيا الى ذلك اتفق مسؤولون من السودان واثيوبيا، خلال اجتماعات عقدت في مدينة الشواك السودانية الحدودية، على حل الخلافات السابقة حول الأراضي الزراعية المتنازع عليها بين البلدين في منطقة الفشقة، وتنظيم حركة التجارة وتنقل المواطنين بين الدولتين. وبحث الجانبان في الاجتماع الذي ضم مسؤولين من محافظتي الفشقة السودانية وغرب تغراي الاثيوبية وممثلين للأجهزة الأمنية والعسكرية وأصحاب المشاريع الزراعية في المنطقة الحدودية للبلدين، الاسراع في فتح الطريق البري الذي يربط الحمرة الاثيوبية بالشواك السودانية، ونقاط الجمارك بين المدن الواقعة على جانبي الحدود. على صعيد آخر، ارجأ وزير الخارجية السوداني زيارة مقررة أمس لاوغندا في خطوة فسرت بأنها تعكس تصاعد التوتر بين البلدين على رغم الاتصالات التي اجراها الزعيم الليبي معمر القذافي مع الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني، في مسعى لتهدئة الوضع الراهن وتوقف الحرب الكلامية بين البلدين. وأوردت صحيفة "الصحافي الدولي" أمس ان زيارة عثمان لكمبالا أجلت الى أجل غير مسمى. وأكملت الخرطوم أمس ترحيل فوج ثالث من الأطفال الذين اختطفتهم حركة "جيش الرب" المعارضة التي يقودها جوزيف كوني الى بلادهم. وكانت الحكومة السودانية رحلت مجموعتين ضمتا 62 لاجئاً وطفلاً مختطفاً طالبت بهم كمبالا شرطاً لتطبيع العلاقة بين البلدين. وانتقد وزير الدولة الاوغندي للتعاون الاقليمي امبا بازي في لقاء مع صحيفة "ايست افريكان" الكينية أول من أمس الحكومة السودانية، واتهمها بنقض المواثيق باستمرار، مدللاً على ذلك بتصريحات وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني الفريق عبدالرحمن سر الختم التي اتهم فيها اوغندا بالاعداد لهجوم على جنوب السودان بالتعاون مع "الجيش الشعبي لتحرير السودان". وأوضح ان هذا التصريح جاء بعد يومين من محادثات اجراها مسؤولون من البلدين في مركز الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر لفض النزاعات في اتلانتا الأميركية.