أقرت مصر أمس بأن محادثات الرئيسين حسني مبارك وبيل كلينتون، أول من أمس، انطوت على خلافات بشأن تصور حل لقضية القدس. وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى "لا يمكنني أن ادعي ان وجهات النظر كانت متطابقة حول كل النقاط المتعلقة بعملية السلام ولكن النقاش كان ودياً وحاولنا الاتفاق قدر الامكان كبلدين صديقين". وأشار الى أن الموقف المصري أبلغ الى الرئيس الأميركي "وتم تأكيد الحساسية البالغة التي يمكن أن تترتب على الخروج عن الأطر الشرعية الدولية في ما يتعلق بالحرم الشريف أو القدسالشرقية". وأعطت مصادر فلسطينية "الحياة" أقرب صورة مفصلة عن الاقتراحات المصرية بشأن القدس، وقالت ان الجانب الأميركي يعمل على "تطوير" هذه الاقتراحات وتعديلها لتكون موضع بحث في اجتماعات نيويورك راجع ص 3. في غضون ذلك بدأت الادارة الأميركية التحضير لتجنب "أزمة 13 سبتمبر"، الموعد المحدد لاعلان قيام الدولة الفلسطينية، ويبذل المسؤولون الأميركيون محاولات للتوصل الى حل وسط لاستحقاق "اعلان الدولة". وبدأ المسؤولون المعنيون الاعداد لاجتماعات الرئيس كلينتون مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، على هامش قمة الألفية في الأممالمتحدة الاسبوع المقبل. وعلى رغم ان موعداً لم يحدد بعد لعقد لقاء ثلاثي، إلا أن المصادر المطلعة لا تستبعده "في حال تحقق بعض التقدم". وعاد آرون ميلر، مساعد المنسق الأميركي دنيس روس، الى واشنطن للتحضير لاجتماعات الاسبوع المقبل واستخلاص نتائج المساعي الأخيرة، فيما بقي روس في اسرائيل. ووصف مصدر مسؤول في الخارجية الأميركية البيان الذي صدر عن لجنة القدس بأنه "ايجابي وبناء" ويعكس "تفهم الأعضاء لحساسية المفاوضات". وشدد موسى في تصريحات الى الصحافيين إثر محادثات الرئيسين مبارك وعرفات في الاسكندرية أمس، على ان الموقف المصري قائم ومؤسس على قاعدة الشرعية الدولية ولا خروج عنها، اما المرونة فستكون داخل هذا الاطار، واكد ان موضوع القدس على اهميته وحساسيته "ليس الا جزءاً من كل ومن جدول أعمال يتضمن أكثر من بند، منها الانسحاب واللاجئون وموضوعات الامن والمياه، وكلها موضوعات حساسة"، مشيراً الى "ان الاجندة ثقيلة جداً والتغلب على احد عناصرها لا يعني التغلب اوتوماتيكياً على الصعوبات التي تكتنف العناصر الاخرى". واوضح موسى ان الاختلاف "طبيعي بالنسبة الى هذه الصعوبات ولكن من الناحيتين النفسية والناحية السياسية حين نتغلب على صعوبة كبيرة فاننا نفتح الباب بطريقة افضل لنقاش اوسع واهدأ بالنسبة الى بقية الصعوبات". وقال موسى ان محادثات مبارك وعرفات تناولت المسار الفلسطيني وامكانات التحرك في الاسابيع المقبلة بما في ذلك نتائج زيارة كلينتون واستعداده لاستقبال كل من رئيس وزراء اسرائيل والرئيس الفلسطيني يوم 6 ايلول سبتمبر في نيويورك لتناول "بعض العقبات التي لا تزال قائمة". ونفى موسى "جملة وتفصيلاً" تقارير قالت ان التركيز المصري منصب على الحرم الشريف ما يعني التراجع عن السيادة العربية على القدسالشرقية، وقال: "لم يحدث اننا تكلمنا فقط عن الحرم فالقدس عبارة عن حزمة واحدة، فيها الاماكن المقدسة والقدسالشرقية كأرض وعاصمة، وارض محتلة فيها فكرة المدينة الكاملة كمدينة مفتوحة وفيها القدس الغربية التي هي خارج نطاق التفاوض وخارج اطار القرار 242 ففيها عناصر كثيرة. وكما ان هناك سيادة اسرائيلية على القدس الغربية يجب ان تكون سيادة فلسطينية على القدسالشرقية وهذا منطق العدالة ومنطق القرار 242 وباقي القرارات التي تتعامل مع موضوع القدس". واكد موسى انه "في لحظة ما سنعرض وثائق فورية ليكون واضحاً كل ما قيل في هذا الصدد ... لأن الموقف المصري يقوم على ضرورة بحث موضوع القدس ككل، العاصمة، الارض الفلسطينية، القدسالشرقية، المسجد الاقصى، الاماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة، وفكرة المدينة المفتوحة والعلاقة بين العاصمتين الفلسطينية والاسرائيلية، كل ذلك مطروح". واشار الى انه "ليس هناك كلام اطلاقاً على جزء ونسيان او تجاهل للجزء الآخر ولا تنازل ابداً ولا غموض في ما يتعلق بالقدسالشرقية الفلسطينية العربية كعاصمة للدولة الفلسطينية، لسنا الذين يتفاوضون ولا نختار تعبيرات معينة، نحن نتحدث عن خطوط رئيسية وحقوق واطر لمستقبل". واكد موسى مجدداً انه في ما يتعلق بقرار موعد اعلان الدولة الفلسطينية "الذي سنعرفه بعد اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، فاعترافنا متزامن مع الموعد الذي يحدده الفلسطينيون واعترافنا مجرد مسألة وقت، يعلنون اليوم نعترف اليوم، وحق الفلسطينيين في اعلان قيام دولتهم حق ثابت"، مشيراً الى ان الفلسطينيين لديهم بعض الاعتبارات "مثل ان تعلن الدولة في تشرين الاول اكتوبر او تشرين الثاني نوفمبر بدلاً من ايلول سبتمبر وهذه مسألة خاصة بهم". واكد موسى ان مصر لا تمارس اي ضغط على الفلسطينيين، وقال "اننا معهم بالكامل فكيف نمارس ضغطاً عليهم واعترافنا بدولتهم موجود وهو اعتراف سابق ونحن الآن نعترف بوجود دولة فلسطينية وفي الاعلان القادم سنعترف ايضاً بقيام الدولة الفلسطينية والمهم ان يجتذب هذا الاعلان اعتراف دول اخرى من اوروبا والعالم ككل".