قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى ان الرئيس ياسر عرفات قدم للرئيس بيل كلينتون "ورقة تتضمن الخطوط العامة للموقف الفلسطيني ازاء جميع قضايا المرحلة النهائية"، مشيرا الى انها ستكون "المحور الاساس لمفاوضات ايلات" مقابل ما قدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك خلال لقائه كلينتون. واوضح لوكالة "فرانس برس" انه "لم يتم حتى الان تداول اقتراحات رسمية" بين الطرفين. ومن المقرر ان يلتقي غدا في منتجع ايلات على ساحل البحر الاحمر مفاوضون اسرائيليون وفلسطينيون في جولة محادثات جديدة تشكل بداية لفترة حاسمة في المفاوضات للتوصل الى تسوية نهائية لمستقبل الاراضي الفلسطينية. واستنادا الى الورقة التي اطلعت وكالة "فرانس برس" على بعض عناصرها، فان الجانب الفلسطيني يطرح احتمال القبول بابقاء القدس "موحدة غير مقسمة لكن عاصمة لدولتين ببلدية مشتركة". وفي مسألة الامن التي تصر اسرائيل على جعلها قضية اساسية ومحورا لاي تسوية، تقترح الورقة الفلسطينية "الامن الاقتصادي بديلا من خلال اقامة مشاريع مشتركة على الحدود"، لكن الموقف الفلسطيني "يرفض اي ترتيب أمني على حساب الارض". وفي هذا السياق، يصر الفلسطينيون على تطبيق القرار 242 وانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي التي احتلتها عام 1967 و"ازالة المستوطنات". وفي ما يتعلق بقضية اللاجئين، فان الورقة الفلسطينية تدعو الى "تطبيق القرار 242 الذي يدعو الى حل عادل لمشكلة اللاجئين من خلال العودة والتعويض لمن لا يرغب بالعودة". "معاريف" وكتبت صحيفة "معاريف" العبرية عن مسودة سلمها عرفات الى كلينتون، لكنها اختلفت في التفاصيل، اذ اشارت الى ورقة عمل مفصلة يبدي الفلسطينيون فيها "مرونة" في ثلاثة مواضيع اساسية: ترتيبات أمنية ولاجئين وتعديلات حدودية. واوضحت ان المسودة الفلسطينية الخاصة باتفاق الاطار تشمل 13 بندا من بينها مدخل عام وبنود "انهاء الصراع" و"المناطق" و"العلاقات مع اسرائيل" و"القدس" و"اللاجئين". واضافت الصحيفة ان الفلسطينيين ابدوا استعدادا للتنازل في كل ما يتعلق بالترتيبات الامنية و"اشاروا الى انهم سيعملون قدر استطاعتهم في هذا الموضوع وسيبدون ليونة في موضوع التعديلات الحدودية على نحو تستطيع فيه اسرائيل ضم كتل استيطانية كبيرة متاخمة لحدودها". وتابعت ان المسودة شملت موافقة فلسطينية على "حل مبدئي تصريحي يقضي بعدم اعادة جموع اللاجئين الى اسرائيل"، في مقابل تشدد في موضوع القدس التي "يجب نقل شرقيها الى السيادة الفلسطينية واعلانها عاصمة للدولة الفلسطينية". وقالت الصحيفة ان عرفات وكلينتون اتفقا على امكان ارجاء تاريخ اعلان الدولة الفلسطينية من شهر ايلول سبتمبر المقبل الى تشرين الثاني نوفمبر عام 2000، اي الى ما بعد الانتخابات الاميركية. وما بين التفاصيل الفلسطينية والاسرائيلية لورقة العمل، برز امس موقف فلسطيني مختلف نفى وجود مثل هذه الورقة، اذ اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أن عرفات "لم يقدم اي ورقة عمل خاصة بقضايا المفاوضات النهائية بل طالب بضرورة ايجاد آليات الزامية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ممثلة بقرارات الاممالمتحدة". واوضح المسؤول الفلسطيني ل"الحياة" ان الرئيس الفلسطيني حدد القرارات وعلى رأسها القرار الرقم 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين والقرار 252 الذي يعتبر الاجراءات الاسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة باطلة ولاغية والقرار 465 الذي يعتبر الاستيطان في الاراضي الفلسطينية غير شرعي وكذلك القرار 242 الذي يطالب اسرائيل بسحب قواتها الى حدود ما قبل الرايع من حزيران من عام 1967