تأخر الانتشار الموسع لقوات الطوارئ الدولية على الحدود في جنوبلبنان، والذي كان مقرراً امس، على أن ينتهي اليوم، نظراً الى الانشغال اللبناني بالتحقق من إزالة اسرائيل آخر الخروق في بلدة يارون. وأعلن رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ان "القوى الأمنية اللبنانية جاهزة للانتشار في المناطق الجنوبية المحررة مع انتشار الطوارئ" الذي يفترض ان يتم في أي لحظة. واعتبرت مصادر ان اخلاء "حزب الله" نقطتي مراقبة اقامهما في بلدتي العباسية والمنارة الحدوديتين، مؤشر الى ان الانتشار سيحصل في غضون ساعات. وفيما انشغل كبار المسؤولين بمتابعة قضية الانتشار، تصاعد السجال الانتخابي في بيروت بين نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر والنائب المعارض له نسيب لحود الذي كان اتهمه بالضغط لإزالة صور انتخابية له، عن لوحات اعلانية. ودخل رئيس الحكومة طرفاً في السجال مطالباً لحود بالموضوعية في مواقفه، فردّ الأخير معتبراً كلام الحص "متسرعاً". وعقد لحود والمر ندوتين صحافيتين، تبادلا فيهما الاتهامات، وأظهر الأول صورة لعملية ازالة صورة عن لوحة اعلانية، من اجل تعليق صورة مرشح آخر عليها، خلافاً لاعلان المر ان القانون يمنع الاعلانات الانتخابية على اللوحات، فيما ابرز المر وثيقتين وقعهما 34 رئيس بلدية وعدد آخر من المخاتير، تنفيان ممارسته ضغوطاً عليهم ضد لحود. راجع ص4 وواصل الرئيس السابق أمين الجميل الذي عاد الى لبنان بعد غياب 12 سنة، لقاءاته مع كبار المسؤولين فاجتمع مع الحص، فيما قال العماد ميشال عون ل"الحياة" في باريس انه يرفض العودة الى لبنان "لأنني لا ارغب في زيادة عدد الموالين والصامتين، والسلطة غير قادرة على تحمل وجودي"، معتبراً ان الجميل "اصبح موالياً". "الطوارئ" على صعيد انتشار الطوارئ، أكد الحص أمس، اثناء استقباله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة برنار مييه وقائد القوات الدولية الجنرال سيث كوفي أوبينغ، "استمرار تعاون لبنان مع الأممالمتحدة لتنفيذ المهمات الموكلة الى قواتها، بموجب القرارين 425 و426". ونقل مييه عن الحص ان البحث "تناول المشكلات المرتبطة بانتشار قوات الطوارئ وكانت هناك ضرورة للتأكد من ان الخط الأزرق احترم بالكامل كما هو، لأنه يعود الى الدول وحدها ان ترسّم حدودها". وأشار إلى عمليات التحقق من الخروق والتي حصلت امس، مؤكداً أن الانتشار "مرتبط بالاتفاق مع السلطات اللبنانية ونحن حريصون على السيادة اللبنانية". وعلمت "الحياة" ان خريطة الانتشار التي وضعتها قيادتا القوات الدولية والجيش اللبناني، انجزت بالكامل بعد الأخذ بملاحظات لبنانية وبات قرار الانتشار في يد السلطة السياسية. وعقد مجلس الوزراء اللبناني أمس جلسة تطرق فيها الى الانتشار. في غضون ذلك، أفادت وكالة "رويترز" من القدسالمحتلة ان الجيش الاسرائيلي شكا، أمس، من ان مدنيين لبنانيين اطلقوا مفرقعات على موقع عسكري اسرائيلي على الحدود. وأشارت إلى ان جنوداً اسرائيليين اطلقوا النار في الهواء عندما حاول مدني لبناني تسلق الشريط الشائك.