سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليفي استقال والبرلمان وافق في قراءة اولى على مشاريع قوانين لاجراء انتخابات مبكرة . باراك يخسر في البرلمان ليكسب في المفاوضات وقد يتوصل الى اتفاقين مع سورية والفلسطينيين
القدس المحتلة - "الحياة" تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس ضربة قوية على الصعيدين السياسي والبرلماني اذ صوت البرلمان الاسرائيلي الكنيست على خمسة مشاريع قوانين لحل البرلمان والتوجه الى انتخابات نيابية مبكرة. وفازت الاقتراحات الخمسة، الاول في تصويت علني ب61 صوتا ضد 47 والبقية ب61 مقابل 48. ونفذ وزير الخارجية ديفيد ليفي امس تهديده في الايام الاخيرة بالاستقالة من حكومة باراك. وكان نواب المعارضة اليمينية الذين قدموا اقتراحات حل البرلمان هاجموا باراك على خلفية ما عرضه على الفلسطينيين في كامب ديفيد، خصوصا ازاء القبول بإعادة تقسيم القدس ومنح الفلسطينيين سيادة على اجزاء منها والقبول بإعادة مئة ألف لاجئ فلسطيني الى داخل الخط الاخضر والتنازل عن غور الاردن، المنطقة الاكثر حيوية أمنيا للدولة العبرية. ودعا المتحدثون، ومن بينهم النائبة الليكودية ليمور لفنات باراك الى القبول بالهزيمة والتوجه الى رئيس المعارضة ارييل شارون للاتفاق على موعد للانتخابات البرلمانية. الا ان باراك سخر مما وصفه بالالعاب البرلمانية لليمين واضاعة الوقت واكد انه قادر على تشكيل ائتلاف قوي رغم صعوبة ذلك. ومعروف ان حل البرلمان يحتاج الى ثلاث قراءات اخرى في الكنيست كي يصبح ساري المفعول. وامام باراك على الاقل ثلاثة اشهر، أي حتى نهاية تشرين الاول المقبل وهي فترة العطلة الصيفية للكنيست، كفرصة للملمة ائتلافه الممزق والبحث عن شركاء جدد او قدامى. وقد صوت الى جانب المعارضة امس وزير الخارجية ديفيد ليفي الذي اعلن استقالته وشقيقه ماكسيم، وهما ينتميان لكتلة غيشر الجسر المتحالفة مع حزب اسرائيل واحدة بزعامة باراك. وكان ليفي الذي أبدى وداً بالغاً لباراك خلال جلسة الكنيست عقد مؤتمرا صحفيا برر فيه استقالته بأنها جاءت احتجاجا على ما اعتبره تنازلات كبيرة أقدم عليها رئيس الوزراء في قمة كامب ديفيد وهي تنازلات تحطم اتفاق الشراكة الذي عقده الرجلان قبل الانتخابات الاخيرة. وقال ليفي انه كان ينتظر من باراك الاقدام على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع ليكود باعتبار ذلك الحل الامثل للمعضلة السياسية والضمان الاوحد لموقف اسرائيلي قوي في المفاوضات مع الفلسطينيين على حل نهائي يضمن موافقة غالبية الاسرائيليين. وتابع ليفي قائلا انه عمل باخلاص مع الحكومة الحالية ولكنه اصطدم بمواقف سياسية لا يستطيع الصمت ازاءها. واعرب زعماء ليكود عن غبطتهم باستقالة ليفي ولكنهم لم يعدوه بمقعد مضمون في أي حكومة يشكلونها مستقبلا، مشيرين الى ان ليفي عبر عن مواقفهم في خطاب الاستقالة. اما باراك فقال انه يأسف لفقدان ليفي من الحكومة وكان يتمنى ان يواصل معه المسيرة لتحقيق الرسالة ذات الاولوية الأهم في الوقت الراهن وهي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين. وقال ان سيعمل على انجاز هذا الاتفاق قريبا. وترى دوائر سياسية في تل ابيب ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يقف امام خيارات عدة، فإما ان يعود الى حزبي شاس المتدين وميرتس اليساري ليشكل حكومة شبيهة بالسابقة او يشكل ائتلافاً موسعاً يضم ليكود ايضا او - وهو الارجح - مواصلة العمل على تفاوض مكثف مع الفلسطينيين مستعيناً بالاميركيين لاحراز اتفاق سلام خلال الفترة المقبلة ثلاثة اشهر كي يكون اساسا للانتخابات المبكرة. وتذهب بعض التحليلات الى ان باراك بدأ فعلا باتصالات من أجل تجديد المفاوضات مع سورية بالتوازي مع مفاوضاته مع الفلسطينيين هادفا الى تحقيق ضربتين في آن واحد، أي اتفاقين مع الرئيسين بشار الاسد وياسر عرفات ليتوسطهما في احتفالات في البيت الابيض في حضور زعماء الدول العربية جميعا في مصالحة تاريخية. ومهما بدا هذا السيناريو خيالياً فهو ليس مستبعداً تماماً ولكن الامر يحتاج لثقل الولاياتالمتحدة وبالطبع الى موافقة الاطراف العربية.