وجهت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ضربة موجعة للجيش الاسرائيلي خلال عملية الدهم الليلية التي نفذتها "وحدات خاصة" اسرائىلية واستهدفت مجموعة مسلحة في قرية عصيرة الشمالية قرب نابلس في الضفة الغربية، اذ اسفرت العملية عن مقتل ثلاثة جنود وجرح آخرين. ورغم ان اسرائيل أقرت ب"الخسائر المؤلمة"، الا أنها اعتبرت انها نجحت في لجم الهجمات ضدها. راجع ص 2 وكانت "وحدة دفدفان" الكرز بالعبرية في الجيش دهمت القرية مساء اول من امس لتصفية مجموعة مسلحة من بينها محمود ابو هنود 34 عاماً الذي تعتبره اسرائيل المطلوب الرقم واحد وتتهمه بالتخطيط لهجمات ضدها وبأنه يقود "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وحظرت القوات الاسرائيلية التجول في القرية واغلقت مداخلها بالحواجزالعسكرية، فيما انطلق دوي الرصاص من اكثر من موقع، خصوصاً فوق مبنى كان فيه ابو هنود الذي نجح رغم اصابته بالفرار الى مدينة نابلس بعدما فتح جدار احدى الغرف بقنبلة يدوية، وسلم نفسه للشرطة الفلسطينية التي نقلته الى مستشفى نابلس، فيما اصيب مرافقه واعتقل. وحمّلت "حماس" في بيان السلطة الفلسطينية مسؤولية كل ما قد يحدث لابو هنود وحذرتها من تسليمه الى اسرائيل. ووصف الناطق باسم الحركة محمود الزهار العملية بأنها فشل ذريع وهزيمة نكراء لقوات الاحتلال على المستويات كافة "فعلى المستوى العسكري قتل ثلاثة جنود وجرح آخرون فيما اصيب محمود ورفيقه بجراح... وعلى المستوى السياسي لم يتمكنوا من اعتقال ابو هنود". وأقرّت اسرائيل بهذه الضربة القاسية، لكنها سعت الى التخفيف من نجاح "حماس" عندما لم تستبعد ان يكون قتلاها قضوا برصاص زملائهم. وفيما تحدثت عن خلل في تنفيذ العملية، اشارت الى نجاح في ضرب هنود ومحاصرة الارهاب. واقر رئيس الاركان شاؤول موفاز بأن حجم الخسارة لم يكن متوقعاً. وقال: "في تقدير اولي هناك خلل طرأ خلال تنفيذ العملية ولا استبعد احتمال ان يكون القتلى سقطوا برصاص الجنود وليس برصاص المخربين". وتابع ان تمركزاً غير دقيق او تنسيقاً غير محكم او تقديراً خاطئاً ادى الى هذه النتيجة التي اسفرت عن ايجابيات من بينها اعتقال السلطة الفلسطينية ابو هنود. وحاول افرايم سنيه نائب وزير الدفاع التخفيف من الخسارة عندما قال ان اعتقال ابو هنود انقذ العشرات من الاسرائيليين الذين كانوا اهدافا لعمليات خطط لها وكانت على وشك التنفيذ. وفي رأي كارمي غيلون الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي "شاباك"، مستشار اسحق شامير لشؤون الارهاب، فإن العملية كانت ناجحة رغم الخسائر، اذ ان ابو هنود لم يعد في "اطار معادلة الارهاب بعد اعتقاله على يد السلطة الفلسطينية". ودان الجانب الفلسطيني الهجوم على القرية وغياب التنسيق. وقال رئيس وفد المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع لاذاعة "صوت فلسطين": "نحن ندين هذه المداهمة في القرية خصوصا انها تمت في وقت تجري فيه محادثات السلام". أما على صعيد عملية السلام على المسار الفلسطيني، فإن المنطقة تنتظر نتائج اجتماع لجنة القدس اليوم في المغرب ولقاء الرئيسين بيل كلينتون وحسني مبارك في القاهرة غداً. ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس تفاصيل الاقتراح المصري في شأن القدس، مشيرة الى انه يتضمن وضع الاحياء العربية في القدسالشرقية تحت الحكم الذاتي الفلسطيني، فيما تبقى السيادة اسرائيلية. واضافت ان المصريين اقترحوا وضع المسجد الاقصى تحت السيادة الدولية وان تحظى اسرائيل بوضع خاص في حائط المبكى وان يحظى الفلسطينيون بوضع خاص في المقدسات الاسلامية خصوصاً المسجد الاقصى، وان تبقى مسألة السيادة على البلدة القديمة من دون حل. لكن الاذاعة الاسرائيلية نقلت عن مصادر في مكتب باراك قولها ان مبارك اقترح تقاسم السيادة على الاقصى بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرة الى ان الرئىس ياسر عرفات رفض الاقتراح. وفي مسعى لايجاد حل خلاق لقضية القدس، حاولت اسرائيل الاسترشاد بالنموذجين الالماني والايطالي في شأن تقاسم المدينة او السيادة المشتركة عليها. اذ كتبت الصحيفة ذاتها امس ان المسؤولين الاسرائيليين طلبوا من الحكومتين الالمانية والايطالية معلومات عن الوضع القانوني لمدينتي برلين التي كانت مقسمة قبل سقوط الحائط، وروما التي تقع مدينة الفاتيكان ضمن حدودها. واضافت ان الاسرائىليين معنيون بالحصول على معلومات عن "تأثير تقسيم المدينة على الحياة اليومية"، وعن "الاعتراف الثنائي بالسيادة المزدوجة"، وعن "ادارة مدينة تتقاسمها سيادتان". وتابعت ان مسؤولين من روما وايطاليا اكدوا هذه المعلومات اول من امس.