القاهرة - "الحياة" - صدر في سلسلة الأعمال الفكرية التي تصدرها "الهيئة المصرية العامة للكتاب" ضمن سلاسل مكتبة الأسرة كتاب "الفكر المصري في العصر المسيحي" تأليف رأفت عبدالحميد، ويقصد المؤلف بالعصر المسيحي تلك الفترة الممتدة بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين وخضعت مصر خلالها للحكم الروماني. ويرصد الكتاب ما حققته مصر في تلك الفترة من مكانة مرموقة في ما يتعلق بأمر العقيدة حين فرض اللاهوت السكندري نفسه على الفكر الكنسي في عالم المسيحية. ويشير المؤلف في مقدمة الكتاب إلى أنه لا توجد مدينة فرضت بصماتها وطابعها على الديانة المسيحية كما فعلت الاسكندرية. ويجمع المؤرخون على أن كنائس روما والقسطنطينية وانطاكية كانت تنتظر القول الفصل في أمر العقيدة من الأسقف الاسكندري. وتناول المؤلف الفكر المصري خلال تلك الفترة في اتجاهاته كلها، الاتجاه الوثني بشقيه المادي والفلسفي، والاتجاه المسيحي في شكله الجديد المسمى "المسيحية المفلسفة"، والاتجاه التأملي المتمثل في الرهبانية، وهي الجوانب التي فاقت فيها مصر زمانها ومعاصريها. وخصص المؤلف لكل من هذه الاتجاهات فصلاً مستقلاً، وأضاف إلى ذلك فصلين عن امتداد هذا الفكر المصري الى افريقيا وتأثيره في الكنيسة الاثيوبية، وكيف نجحت مصر نجاحاً كبيراً، من خلال هذه المكانة التي احتلتها في التدخل المباشر، وهي الولاية، في شؤون البلاط البيزنطي ومن يعتلي عرش القسطنطينية