بات في حكم المؤكد ان قمة عربية شاملة أو مصغرة للبحث في فشل قمة كامب ديفيد، ومصير القدس، ودعم إعلان الدولة الفلسطينية لن تعقد في المدى المنظور، وذلك على رغم الاتصالات المكثفة التي جرت عربياً على أكثر من صعيد. وفي غياب هذا الهدف، برزت فكرة عقد قمة ثلاثية تضم مصر وسورية والسعودية، لتتشاور وتقرر تنسيقاً حول القضايا المطروحة، يتولى كل من الأطراف الثلاثة نقله إلى محيطه العربي الذي يؤثر فيه. وتعزز هذا الموقف بعدما استقبل الرئيس حسني مبارك أمس في الاسكندرية كلاً من الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع، ويوسي ساريد رئيس حزب "ميرتس" اليساري الإسرائيلي. وقال عمرو موسى، وزير الخارجية المصري، بعد هذه الاجتماعات، إن الجامعة العربية ستلتئم على مستوى وزراء الخارجية مطلع الشهر المقبل ل"النظر في الإعداد للقمة"، فيما اختصر الشرع الطموح لعقد القمة بالحديث عن "الانتقال ولو بخطوة متواضعة تجاه لم الشمل العربي". راجع ص3 وقال مصدر مصري رفيع المستوى ل"الحياة" إنه "إذا كانت القمة العربية الشاملة أمراً غير متوقع الآن، فإن هذا يتطلب استمرار المشاورات على كل المستويات"، ولم يستبعد انعقاد قمة مصرية - سورية - سعودية. وذكر ان الاتصالات تجرى بين العواصم الثلاث للاتفاق على موعد لهذه القمة، التي وصفها بأنها تشكل ركيزة أساسية لصالح العمل العربي المشترك. وبرزت أمس على صعيد المحادثات المصرية - الفلسطينية توضيحات تؤكد ان مصر تداولت مع عرفات ووفده في مختلف المواقف والعروض، سواء كانت إسرائيلية أم أميركية أم عربية، وان عرفات سيقوم بزيارة أخرى قريبة إلى القاهرة لاستكمال النقاش. وأكد موسى ثبات موقف مصر في موضوعي الدولة الفلسطينية والقدس. وأشار إلى توجه من جانب دول كبرى لإنجاز "سلام مختل"، وقال: "هذا ما يجب أن يقف العرب صفاً واحداً لمنعه". وأوضح المصدر المصري ل"الحياة" ان هناك خطوطاً حمراء مصرية بالنسبة لقضيتي القدس واللاجئين، وإذا كانت عودة اللاجئين تمثل خطاً أحمر، فإن عروبة القدس تمثل موقفاً مصرياً وعربياً وإسلامياً لا تفريط فيه. وعبر المصدر عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين قد تضاءل تماماً، ولا توجد دلائل معلنة تشير إلى حل شامل ونهائي قبل انتخابات الرئاسة الأميركية. أما على صعيد العلاقات المصرية - السورية، فإن لدى مصر اهتماماً بتفعيل المسار السوري - الإسرائيلي، وسيتضح هذا الاهتمام خلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القاهرة قريباً، حيث أعلنت مصر دائماً موقفاً داعماً لسورية في مطالبها المشروعة لاستعادة هضبة الجولان المحتلة. وفي دمشق، قالت أوساط مطلعة ل"الحياة" إن زيارة الشرع إلى السعودية ومصر استهدفت "التمهيد" لجولة يقوم بها الرئيس بشار الأسد إلى عدد من الدول العربية على أن يبدأها بالسعودية ويختتمها بمصر. وتابعت المصادر ان سورية تسعى إلى أن تؤدي جولة الرئيس الأسد إلى "الدعوة رسمياً إلى عقد قمة عربية موسعة، تستهدف اجماع الدول العربية على ثوابت جوهرية تتعلق بالوضع العربي وعملية السلام والتمسك بموضوعي القدس واللاجئين". وكانت آخر قمة عربية جاءت بعد قمة ثلاثية سورية - مصرية - سعودية عقدت في دمشق في حزيران يونيو العام 1996.