القدس المحتلة - رويترز - قال مسؤول الأمن الوقائي الفلسطيني العقيد محمد دحلان في غزة امس إنه ما لم تغير اسرائيل من مواقفها تجاه قضايا الحل النهائي فان الطرفين لن يتوصلا الى اي اتفاق سلام ولا الى عقد مؤتمر قمة جديد لانهاء الصراع في الشرق الاوسط. واستغرب دحلان في حديث ل"رويترز" التصريحات التي يدلي بها المسؤولون الاسرائيليون حول تعنت الجانب الفلسطيني على مواقفه من قضايا القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات اليهودية. وقال: "انا لا افهم ماذا يعني الاسرائيليون بأن على الفلسطينيين ابداء مرونة. هل المرونة هي المواقف التجميلية التي يطرحها رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك والتي يريد بها ابقاء الاحتلال الاسرائيلي على جزء كبير من الضفة الغربية وعلى القدس. وأكد دحلان ان "الفلسطينيين أبدوا المرونة المطلوبة منذ عام 1988 عندما قبلنا بإسرائيل. اما ان تأتي اسرائيل وتشركنا في العشرين في المئة المتبقية فهذا ابتزاز سياسي وليس سلاما ولا يمكن ان يقبله أي فلسطيني كان". وكان القائم باعمال وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي قال انه لن تعقد قمة جديدة لمتابعة جهود السلام بعد قمة كامب ديفيد الفاشلة الشهر الماضي دون مرونة من جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأشار بن عامي الى ان القيادة الفلسطينية الشابة اكثر مرونة من القيادات الفلسطينية الأكبر سناً لأنها امضت وقتا في السجون الاسرائيلية كدحلان، غير ان من الصعب الالتفاف على عرفات لأنه يترك كل الأمور بيديه وهو صاحب القرار. وأثارت هذه الكلمات غضب الفلسطينيين فقال دحلان إن من الافضل للحكومة الاسرائيلية ان تذهب وتدرس بعمق القضايا التي تأتي بسلام وتضمن التوصل لاتفاق عادل بدلاً من تقديم انصاف الحلول والافضل ألا يسدي الوزراء الاسرائيليون النصيحة للشعب الفلسطيني. وأضاف: "ما هو الغريب في ان يكون القرار بيد ياسر عرفات... لينظر الوزراء الاسرائيليون الى كيفية عمل باراك وحكومتهم فالوزراء في اسرائيل يعملون مستشارين لدى باراك". وأكد دحلان ان ما يسمعه الجانب الاسرائيلي من مواقف سياسية من الوفد الفلسطيني هو المواقف النهائية التي ترتكز على قرارات الشرعية الدولية. وقال إن الفلسطينيين لا يقبلون عقد قمة تابعة لقمة كامب ديفيد التي فشلت الشهر الماضي بسبب الخلافات العميقة حول القدس "إذا كان ثمن هذه القمة الطلب من الفلسطينيين اعطاء تنازلات".