في أوسع خرق جديد للخط الأزرق الحدودي بعد انتشار قوات الطوارئ الدولية، ضمت القوات الاسرائيلية مقام الشيخ العبّاد ومحيطه الى موقعها المستحدث على تلة العباد. ووضعت شريطاً شائكاً في محيطه وزرعت علماً اسرائيلياً على الجانب اللبناني، كما كان حدده فريقا الخبراء اللبناني والدولي، ليصبح ثلثا المقام في الاراضي اللبنانية والثلث الباقي داخل اسرائيل. وافادت مصادر امنية ان جنود الاحتلال منعوا عدداً من الصحافيين والاهالي من الاقتراب من حدود الخط الازرق، والمقام الواقع في الجزء اللبناني، واتخذوا في مواجهة اللبنانيين مواقع قتالية، وصوبوا بنادقهم في اتجاههم. كذلك وضع الجنود من الجانب الشمالي للموقع سياجاً بعمق ثلاثة امتار من الخط الازرق قبالة نقطة مراقبة جديدة اقامتها اسرائيل. وتعليقاً على الخرق اكد رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص بحسب ما نقل عنه النائب عبدالله قصير حزب الله ان "الحكومة تتابع هذا الموضوع بكل جدية". وافاد الناطق باسم قوات الطوارئ الدولية تيمور غوكسيل "الحياة" ان قوات الطوارئ تبلغت بالأمر من السلطات اللبنانية، قرابة الاولى بعد الظهر، وهي لا موقع لها في المكان الذي حصل فيه الخرق. واوضح انها باشرت التحقيق في الأمر. وفي محور الوزاني في القطاع الشرقي، اجتازت قوة اسرائيلية الاراضي اللبنانية شمال بلدة الغجر المحتلة، ووضعت اسلاكاً شائكة اقفلت بها بوابة الغجر - الوزاني. كذلك تقدمت دورية اسرائيلية من منطقة رويسات العلم، المقابلة لبلدة كفرشوبا في العرقوب، في اتجاه احدى التلال التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي، قبل نحو شهرين، وراقبت بالمنظار التلال المشرفة شرق كفرشوبا. وعلى خط آخر شوهدت جرافتان اسرائيليتان تستحدثان موقعاً في محاذاة الاراضي المسترجعة من بلدة هونين، ثم اخترقتا الاراضي اللبنانية ونقلتا ردميات وتربة غير صالحة في عمق 10 امتار داخل الاراضي اللبنانية. وذكرت وكالة "فرانس برس" ان الجرافتين عبرتا صباح امس الحاجز الحدودي الذي تقيمه اسرائيل لحماية حدودها مع لبنان، ومهدتا منحدراً من الارض في قطاع العباد المواجه لمستعمرة مرغاليوت الاسرائىلية. واضافت ان الجرافتين دخلتا حتى عمق 20 متراً تحت حماية دورية عسكرية اسرائيلية بقيت داخل الاراضي الاسرائىلية. وقالت ان عناصر من "حزب الله" غير مسلحين وصلوا الى المكان وراقبوا عمل الجرافتين من دون ان يتدخلوا. واشارت الى انها المرة الثانية خلال اربعة ايام تعمد اسرائىل الى القيام بأشغال داخل الاراضي اللبنانية على الحدود. وانتهكت طائرات حربية اسرائيلية الاجواء اللبنانية وحلقت على علو مخفوض فوق بلدات يارين والجبين وطير حرفا. الى ذلك، واصل ذوو الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وأهالي المفقودين، أمس اضرابهم عن الطعام في "خيمة الحرية" قبالة مبنى الأممالمتحدة في بيروت اسكوا لليوم الثامن على التوالي مطالبين باطلاق الأسرى وكشف مصير المفقودين. وأطلق المعتصمون نداءً الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وكل المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم. "للتحرك العاجل من أجل اطلاق المعتقلين ال 19 في السجون الاسرائيلية". وسألوا عن "حال الاستهتار التي تواجه بها اعمال رشق الحجارة عند بوابة فاطمة، فيما لم تحرك صرخاتنا رداً لدى أي مسؤول أو منظمة". وزار المعتصمين أمس، في حضور الأسيرة المحررة سهى بشارة، وفد من "حزب الخضر" الفرنسي، أعرب عن تضامنه ودعمه لجهود اطلاق الأسرى من السجون الاسرائيلية. وقال المسؤول في الحزب باتريك فاربياز "لا يمكن ان تظل محنتهم منسية مع غياب اتفاق سلام رسمي". وزار "الخيمة" متضامناً وفد سوري ضم معتقلين محررين من السجون الاسرائيلية، اضافة الى وفد من حركة "حماس".
