بدأ الفريقان اللبناني بقيادة العميد الركن أمين حطيط والدولي بقيادة الجنرال جيمس كرينان نائب قائد قوات الطوارئ العاملة في جنوبلبنان التاسعة صباح امس، اعمال التحقق من ازالة الجيش الاسرائيلي خروقه على الحدود الدولية. وكان الفريقان اللذان يضمان ضباطاً وخبراء خرائط، باشرا اعمالهما فور انتهاء الاجتماع الذي عقد في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، بعيد وصول الوفد اللبناني جواً اليها، لتنطلق سبع سيارات جيب عسكرية تابعة للطوارئ، تواكبها سيارتا اسعاف في اتجاه رأس الناقورة. واجرى الفريقان اعمال مسح نحو ساعة في منطقة المشيرفة المرمزة بحسب الخط الأزرق بPP1 وPP2 وPP3، ومنها انتقلا الى لبونة المشرفة على الناقورة، من ناحية الشمال، وعلى مطار عسكري اسرائيلي في منطقة البسطة لجهة الجنوب، حيث نصب الاسرائيليون ستة اعمدة ارسال وحيث سجل خرق للخط الأزرق يحمل الرمز المرقم بP4P P4. ثم انتقل الجميع عبر بلدة الناقورة الى بلدة علما الشعب لينحرف الموكب في اتجاه الجنوب مسافة كيلومتر ونصف الكيلومتر، ويعمد احد الضباط الدوليين الى فتح بوابة حديد صفراء كان اغلقها الاحتلال لتستمر الجولة الميدانية في عمق كيلومترين غرباً وكيلومتر ونصف كيلومتر شرقاً وجنوباً ونحو ساعتين. وقد عاين خلالها الوفدان اراضي تجاوزت مساحتها احد عشر دونماً اقتطعها الاحتلال، وتحمل الرقمين المرمزين PP.P5 وPP6 وكانتا تشكلان خرقين للخط الأزرق. وانتقل الوفدان بعد ذلك الى الوقف الماروني في مزرعة القطيشية وجالا على التلال الجنوبية المشرفة على الطريق العامة بين الناقورة وبنت جبيل لينتقلا بعدها الى بلدة الظهيرة، ومنها الى يارين، فمنطقة "المخوتة" على الحدود الدولية، حيث افيد عن خرق اسرائيلي للحدود بمئات الامتار. ومن يارين حيث استمرت اعمال التحقق ساعة الا ربعاً، انتقل الوفدان مرة اخرى الى المنطقة الواقعة ما بين بلدة مروحين اللبنانية ومستوطنة زرعيت الاسرائيلية. بعد ذلك انتقلا الى منطقة خانوق رامية ودخلا حقلاً زراعياً. واستدعى العميد حطيط الاعلاميين ليروا بأم العين ان الخرق في هذه المنطقة صحح، اذ استحدثت طريق موازية للطريق التي كانت تخرق الحدود الدولية. واذ رفض حطيط التحدث الى الصحافيين قبل اتمام المهمة مكتفياً بالقول "ان ما نقوم به عمل روتيني على الارض ولا نخلط القديم بالجديد"، اوضح قائد الفريق الدولي ان "الاعمال تجرى على قدم وساق وان كل شيء ايجابي وحسن حتى الآن". وسئل: هل تصحيح الخرق هو تصحيح لخرق في تسع نقاط كما تقول اسرائيل، او 17 نقطة كما يقول الوفد اللبناني؟ اجاب: "اننا نعيد هذا السؤال وهذه النقاط الى الوفد اللبناني الذي تربطنا به علاقات وطيدة، ونحن سنتحقق من كل النقاط التي ذكرها الوفد اللبناني". واعتبر "ان اعمال التحقق لن تنتهي اليوم امس وقد لا تنتهي وتستكمل غداً اليوم ولكن بطلعات جوية توفرها طوافات للقوات الدولية، ومن طريق البر". وتزامنت اعمال التحقق مع خرق طائرتي استطلاع اسرائيليتين الاجواء اللبنانية ظهراً، اذ شوهدتا وهما تتجهان شمالاً على علو متوسط من فوق فريقي التحقق. إلى ذلك، عزز "حزب الله" أمس اربعة من مواقعه الممتدة على طول 15 كلم في القطاع الشرقي من الحدود بين بلدتي المطلة وكفرشوبا. وقال مراسل وكالة "فرانس برس" انه اقام، بواسطة جرافات، حواجز تراباً ووضع مكعبات من الاسمنت المسلح والحاويات امامها، وكثف مقاتلوه دورياتهم على الدراجات النارية على طول الطريق المحاذية للشريط الشائك عند الحدود.