} اختتم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز زيارة للعراق انتقد فيها واشنطن واعتبرتها لندن "غير مناسبة". وندد شافيز الذي كان أول رئيس دولة يزور بغداد منذ حرب الخليج قبل عشر سنين، بالتدخل الأميركي في المسألة، مشيداً بالرئيس صدام حسين الذي لم تتأكد مشاركته في القمة المقبلة ل"أوبك" لأسباب "أمنية". بغداد، المنذرية، كراكاس - أ ف ب، رويترز، أ ب - أكد الرئيس الفنزويلي في وقت متقدم ليل الخميس أنه بحث مع صدام في السبل الكفيلة بتقوية منظمة "أوبك" وإمكان توقيع اتفاقات تعاون بين بلديهما. وقال شافيز في مؤتمر صحافي في قصر المؤتمرات في بغداد: "تحدثت مع الرئيس العراقي أساساً عن مؤتمر أوبك المقبل والبرنامج والمواضيع التي ستطرح فيه، وكيفية تعميق الروابط بين دول أوبك، وإمكان توقيع اتفاقات تعاون". وزاد انه وجد الرئيس العراقي "إنساناً مثقفاً يتفهم كل الأشياء التي تتناول أوبك. واستقبلنا بكل حفاوة، وشرفني انني زرت معه بغداد وهو يقود السيارة. أوجه الشكر العميق له ولحكومته وشعبه على هذه الحفاوة". وعن الانتقادات الأميركية لزيارته العراق، قال شافيز: "آسف لذلك"، ونندد "بالتدخل في شؤوننا، لكننا لا نستغرب ذلك، فليست المرة الأولى، وليتها المرة الأخيرة. نأسف لأن الحكومة الأميركية تنزعج، وعليها أن تبطل هذا المفهوم. اعتقد ان لديهم الأميركيين مشاكل كثيرة لذلك يجب ألا يهتموا بهذه الأمور". وتابع: "زرنا العراق كي نتحدث مع الرئيس صدام حسين وحكومته في أمور كثيرة، لا سيما موضوع النفط، وأوبك وضرورة ابقاء التوازن في أسعار النفط وتعزيز المنظمة، وقدمنا الدعوة لحضور مؤتمر أوبك". وعن العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق قال شافيز: "أكدنا مرات ان الحصار يجب أن ينتهي لأسباب كثيرة، وما يواجهه العراق غير عادل، ونحن سعيدون لأننا لسنا وحدنا في هذا الرأي، فهناك فرنسا وروسيا والصين تفكر مثلما نفكر. إن الحصار عمل ظالم". وأشار شافيز إلى ان مواقف زعماء الدول التي زارها خلال جولته الحالية كانت جيدة، وهم "أكدوا لي احترام الالتزامات وتقوية أوبك، وقبل كل شيء علينا أن ندافع عن السعر العادل للنفط وليس المرتفع. لدينا معلومات تفيد ان الدول المتقدمة أو الشركات التي تهيمن على تسويق النفط ونقله إلى المستهلكين تربح عن كل برميل تبيعه أوبك مئة دولار". وتساءل: "هل تتصورون ان 25 دولاراً للبرميل سعر مرتفع؟". واعتبر الرئيس الفنزويلي ان "المؤتمر المقبل لأوبك في كاراكاس سيكون نقطة فاصلة لما كانت عليه المنظمة ولما ستصير عليه، فعمرها 40 سنة، أما الآن فسنفتح الطريق ليس لأربعين سنة مقبلة، بل لمئات السنين. نريد ان نجعل أوبك متفقة مع القرن الجديد، ان نعمقها ونقويها، ونطرح موضوع إقامة بنك لها يضمن المشاريع الاقتصادية والاجتماعية في بلدان العالم الثالث التي تحتاج المساعدة، كما نطرح انشاء جامعة لأوبك، ومن أجل إنماء دول العالم الثالث، علينا ان نؤسس مراكز للمنظمة، سنبدأ مرحلة جديدة لا سيما مؤتمرات أوبك بحيث تعقد قمة كل 3 أو 4 سنوات". وأعلن نائب الرئيس الفنزويلي خورخي فاليرو ان صدام لم يؤكد لشافيز مشاركته في قمة أوبك، وأوضح ان الرئيس العراقي أشار إلى أسباب أمنية تحول دون تأكيد مشاركته في القمة. وفي شأن العقوبات المفروضة على العراق، قال فاليرو إن بلاده لا تقبل مبدأ اتخاذ اجراءات بحق أي بلد "تطاول خصوصاً الطبقات الأفقر في المجتمع". وأضاف أن كاراكاس لا تنوي القيام بدور الوسيط في هذه المسألة، لكن انعقاد قمة "أوبك" سيكون "مساهمة كبرى من فنزويلا في دعم السلام العالمي". معروف ان شافيز يواصل جولة على عشر من دول "أوبك" لدعوة قادتها إلى القمة التي ستعقد بين 27 و30 أيلول سبتمبر المقبل، وهو زار قبل العراق كلاً من إيران والسعودية والكويت وقطر والإمارات، وسيتوجه إلى اندونيسيا وليبيا ونيجيريا ثم الجزائر. وغادر العراق أمس براً إلى إيران، عبر نقطة المنذرية الحدودية التي عبرها أيضاً في طريق الذهاب إلى بغداد الخميس، فيما أعلنت "وكالة الأنباء العراقية" ان زيارته أسفرت عن توقيع مذكرة تفاهم لتشكيل لجنة عليا مشتركة.1