في تطور لافت بعد تأكيد وزير الإعلام اليمني عبدالرحمن الأكوع دعم حرية الصحافة وحماية الصحافيين والوقوف في مواجهة حملات التكفير والتخوين التي قد يتعرض لها أي منهم، أعلن اللواء غالب مطهر القمش رئيس جهاز الأمن السياسي الاستخبارات أنه لا يقر أي تجاوز من الجهاز أو أي جهة أمنية أو حكومية في اليمن قد يطاول الصحافيين أو ينال من حرية الصحافة. وكان تعهد خلال لقاء جمعه أخيراً برئيس نقابة الصحافيين وأعضائها التعاون مع النقابة بما يضمن عدم تعريضهم للملاحقة أو المساءلة غير القانونية أو الاحتجاز القسري والاجراءات التعسفية، بسبب نشاطهم المهني. كما أبلغ مجلس النقابة استعداده لتلقي أي شكوى عن تجاوزات تمس حرية الصحافة أو تستهدف عرقلة أداء الصحافيين عملهم أو فرض قيود عليهم. وتزامن لقاء هيئة نقابة الصحافيين ورئيس جهاز الأمن السياسي مع احتجاز جهات أمنية في محافظة عمران مراسلاً لصحيفة "البلاغ" الأسبوعية المعارضة واخفائه، وحبس المسؤولين في مكتب تابع لوزارة الإسكان في صنعاء الصحافي مصطفى نصر الشرعبي لأكثر من ست ساعات، ومصادرة آلة تصوير واتلاف فيلم أثناء اجرائه تحقيقاً عن السجون غير القانونية التابعة لجهات حكومية أو أفراد. وكان الشرعبي يعد التحقيق لصحيفة "الصحوة" الناطقة باسم التجمع اليمني للاصلاح. وأثار كلام القمش ارتياحاً في الأوساط الصحافية الحكومية والمعارضة والمستقلة، وقال ل"الحياة" نصر طه مصطفى رئيس لجنة الحريات في النقابة: "ما سمعناه من اللواء القمش يعزز حماية الصحافي ويصون حقوقه". ولا تزال الملاحقات القضائية واستدعاء عدد من الصحافيين ومسؤولي الصحف المستقلة والمعارضة، خصوصاً من قبل نيابة الصحافة والمطبوعات، تثير قلق الأوساط الصحافية، علماً أن أحكاماً مشددة صدرت في حق عدد من الصحافيين. وبين هؤلاء جمال عامر الذي حرم قبل بضعة أشهر من مزاولة المهنة مدى الحياة، ورئيس تحرير صحيفة "الشموع" سيف الحاضري الذي قضت محكمة يمنية أخيراً بوقفه عن العمل عشرة شهور وتغريم صحيفته أكثر من مليوني ريال في قضية تتعلق بنشر اتهامات بالفساد المالي والإداري في حق وزير التربية والتعليم ونائبه. كما تعرضت صحيفة "الأيام" المستقلة تصدر في عدن ورئيس تحريرها هشام باشراحيل لملاحقات في محاكم في عدن، وكان باشراحيل واجه قبل فترة حكماً بالسجن مع وقف التنفيذ في قضايا نشر، واقيمت ضد صحف "البلاغ" و"الثقافية" و"الوحدوي" و"الثوري" و"الاحياء العربي" دعاوى قضائية، أبرزها قضية "الثقافية" ورئيس تحريرها سمير اليوسفي بسبب إعادة نشر رواية "صنعاء مدينة مفتوحة" للكاتب اليساري محمد عبدالولي، والتي تضمنت فترة تسيئ إلى الذات الالهية. وتلت ذلك حملة تكفير من قبل علماء وخطباء مساجد تعرض لها الصحافيون، ولم تطوَق ذيولها بعد. وتبقى المخاوف من المحاولات المتكررة للاتجاهات السياسية المتضاربة في الحكم والمعارضة لجعل الصحافة "كبشاً في محرقة السياسة".