أعلنت وزارة الاعلام اليمنية والمؤسسات الصحافية والاعلامية التابعة لها انها سترفع دعوى قضائية ضد الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس مجلس الشورى في التجمع اليمني للاصلاح وهو رئيس جامعة الايمان، بسبب ما تعرض له موظفو الوزارة ومؤسساتها من تهم التكفير ومن إثارة للرأي العام ضدهم والتشكيك في عقيدتهم في خطب في المساجد. وانضمت نقابة الصحافيين الى هذه الدعوى ضد الزنداني وعدد من خطباء المساجد الذين كفروا الصحافيين والاعلاميين واتهموهم "بالملاحدة" و"المرتدين" على خلفية قضية صحيفة "الثقافية" ورئيس تحريرها الصحافي سمير اليوسفي. واستضافت نقابة الصحافيين وزير الاعلام عبدالرحمن الاكوع، أمس، في حوار مفتوح حول حرية الصحافة، حضره حشد من الاعلاميين والكتاب والمثقفين والمحامين والسياسيين من مختلف الاتجاهات. واكد الاكوع للصحافيين ان وزارته "مسؤولة عن حماية الحريات الصحافية وليست أداة لقمعها"، وقال: "أطلب من كل صحافي ان يقف ضد التكفير والتخوين، وليس لأحد ان يكفر الصحافة أو يخوّنها، لأن في ذلك تجاوزاً للحقوق والحريات الدستورية والقانونية". وأضاف: "نحن مع الاحتكام الى القضاء ولن نقبل "بابوية" في الإسلام ووصاية على الدين". واعتبر الاكوع ان حملة التكفير التي قادها الزنداني وآخرون من الخطباء في المساجد "تتناقض مع التزام الاجراءات القضائية في قضية "الثقافية" واليوسفي، وفيها انتهاك للدستور والقوانين النافذة". وقال: "لسنا ضد خطباء المساجد في طرح القضايا، وسنقبل من الخطباء أي نقد وأي توضيح أو رأي ولكن لن نقبل التكفير والتخوين". وأعلن وزير الاعلام استعداد وزارته "للوقوف الى جانب الصحافيين في أي قضايا تخص مهنتهم ولا نقبل بمصادرة الحريات الصحافية مهما كانت الأسباب". ودعا جميع الصحافيين والقيادات الحزبية والسياسية الى لقاءات مفتوحة مع وزارة الاعلام لمناقشة القضايا الاعلامية عموماً "بصدور مفتوحة". وأكد ان القائمين على صحيفة "الثقافية" لم يكونوا يقصدون الإساءة الى الدين الاسلامي والذات الإلهية بنشرهم رواية "صنعاء... مدينة مفتوحة" للكاتب الراحل محمد عبدالولي. وقال: "لسنا هنا للخوض في مسألة الابداع في الرواية، ولكن الحقيقة التي تأكدت منها ان النشر كان عفوياً"، وان رئيس التحرير سمير اليوسفي "اعتذر في النيابة العامة واستغفر الله"... ثم "احيلت القضية للمحكمة ولم نعترض لأننا لا نقبل الاساءة لله وللدين ولا نقبل الوصاية عليهما ولا حملة التكفير والتخوين". وكانت الصحافة اليمنية نشرت امس خبراً رسمياً تضمن عزم وزارة الاعلام ومؤسساتها على "مقاضاة المدعو عبدالمجيد الزنداني" بسبب ما ورد على لسانه بأن موظفي المؤسسات الاعلامية "أقلية من الملاحدة واليهود والنصارى" واتهامهم في خطب مسجلة على اشرطة كاسيت "بالارتداد والكفر بالله سبحانه وتعالى والالحاد والفجور". وشنت صحيفة "الجمهورية" الحكومية الصادرة في تعز هجوماً على الزنداني في افتتاحيتها، امس وأول من امس، مطالبة باعادة النظر في وضع "جامعة الزنداني" الايمان بعد حملة التكفير والتخوين. وتطرقت الى المعاهد العلمية الدينية التابعة ل"الاصلاح" متسائلة: "هل سيبقى التعليم مجزأ وتظل المعاهد العلمية تفرّخ المتشددين والمتطرّفين وعلى حساب الدولة وخزينتها وبضرائب المواطنين؟".