أعلن رئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية الدكتور سليم الحص أن لبنان كان يتمنى "ألا يؤجل إنهاء الخروق الإسرائيلية للأراضي اللبنانية إلى أواخر الشهر الجاري" معتبراً أن "طبيعتها تسمح بإنهائها في ساعة أو ساعتين". وقال الحص ل"الحياة" تعليقاً على تصريحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن في إسرائيل عن اتفاقه مع الجانب الإسرائيلي على إنهاء هذه الخروق بنهاية الشهر الجاري أن "لا تفسير لهذا التأجيل لإنهاء الخروق إلا الرغبة الإسرائيلية في المماطلة". وكان الحص يرد بذلك على سؤال ل"الحياة" هل الهدف من إنهاء الخروق أواخر الشهر يتزامن مع تراجع إسرائيل عن قضمها بعض الأراضي اللبنانية ومع انعقاد مجلس الأمن الدولي للتجديد لقوات الطوارئ الدولية. وأكد الحص ان "لا تفسير لدينا لهذا التأجيل، سوى المماطلة الاسرائيلية، والا لماذا الانتظار والتأخير حتى آخر الشهر ونحن لم نتعد منتصف الشهر بعد"؟ ووصل لارسن عصر امس الى بيروت، مع تزايد الأنباء عن خرق القوات الاسرائيلية الأرض اللبنانية مجدداً في اليومين الماضيين، اذ رصد المراسلون الاعلاميون في الجنوب قيام نحو مئة شاحنة اسرائيلية باجتياز الشريط الشائك قبالة مستعمرة المطلة، في سهل بلدة مرجعيون وتفريغها حمولة من الرمال والصخور، توّلت جرافة تعبيدها، بعدما قطعت القوات الاسرائيلية عدداً كبيراً من أشجار الكينا. وشوهدت الشاحنات وهي تعود محملة بالتربة اللبنانية الحمراء الخصبة الى الأراضي الاسرائيلية. راجع ص4 وسألت "الحياة" المراجع الرسمية الحكومية والأمنية عن الأنباء في شأن هذا الخرق الاسرائيلي فأشارت الى انها لم تتلق تقارير رسمية في هذا الصدد حتى الآن، وإذا ثبت حصول هذا الخرق فسيطرح الجانب اللبناني الأمر اليوم مع لارسن، الذي يلتقي قبل الظهر رئيس الجمهورية إميل لحود والرئيس الحص وأعضاء الفريق اللبناني المتابع للمفاوضات مع الأممالمتحدة، اضافة الى فريق الخبراء الدوليين المرافق للمبعوث الدولي. وقال مصدر أمني ان قوات الطوارئ يفترض بها ان تحدد حصول خروق كهذه، لكنها لم تبلغنا رسمياً بها بعد. لكن بعض مراسلي الصحف المحلية نشر صوراً للأشجار المقطوعة. ولم تستبعد مصادر دولية ان يمهد لارسن في محادثاته اليوم مع الجانب اللبناني للبحث في انتشار قوات الطوارئ الدولية حتى الحدود اللبنانية الجنوبية بعد ان تنهي اسرائيل انتهاكاتها للأرض اللبنانية وللخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة للانسحاب الاسرائيلي، باعتبار ان لبنان كان ربط هذا الانتشار بوقف الخروق الاسرائيلية. وسألت "الحياة" الرئيس الحص عن هذا الاحتمال فلم يستبعده أيضاً. وقال: "من الطبيعي ان نبحث في انتشار الطوارئ، اذا انهت اسرائيل الخروق الاسرائيلية". ومن المؤشرات الى امكان انتشار الطوارئ ان لارسن اعلن موافقة اسرائيل على تصحيح الخروق التي قامت بها واعترفت بها". واتصلت "الحياة" بالناطق باسم قوات الطوارئ الدولية تيمور غوكسيل الذي قال ان قوات الطوارئ تنوي التحقق من مسألة سرقة الأتربة ودخول شاحنات اسرائيلية الأرض اللبنانية، مشيراً الى ان المنطقة التي تُجرى فيها هذه الأمور خلف الشريط الشائك وفي مناطق تحدث فيها خروق يعمل لارسن على معالجتها. وهل أبلغ لارسن بالمسألة؟ أجاب: "ان هذه المسائل ترفع طبعاً عبر التقرير الدوري الى المسؤولين"، وقال انه لم يعرف بمسألة قطع الاشجار الا عبر الاعلام وسيتم التحقق من المسألة. وكان لارسن زار عمان أمس والتقى وزير الخارجية الأردنية عبدالإله الخطيب. وكرر أمله بإنهاء الخروق الاسرائيلية التسعة في نهاية الشهر، كما تم الاتفاق مع الحكومة الاسرائيلية. وأشار الى ان الأمين العام سيقدم تقريراً الى مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد آخر الشهر.