واشنطن، اسمرا - "الحياة" - دانت الادارة الاميركية بشدة امس قصف الحكومة السودانية منشآت مدنية في جنوب البلاد، خصوصاً مدارج المطارات التي تُستخدم لنقل المساعدات الانسانية الى الجنوب. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان الولاياتالمتحدة "تراقب بقلق بالغ تقارير عن ان حكومة السودان قصفت اخيراً منشآت مدنية في جنوب السودان". واضاف: "ان الاهداف التي شملتها الغارات تتضمن مدارج حيث كانت الطائرات التي تُستعمل لنقل المواد التموينية الانسانية متوقفة". وتابع باوتشر: "نحن بالتأكيد نستنكر كل الهجمات ضد اهداف مدنية"، واضاف: "هذه الهجمات ليست لها اي معنى عسكري، ونعتقد بأن على الحكومة ان توقفها فوراً". وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة اتهم الحكومة السودانية بتعمّد قصف منشآت الاغاثة في المناطق التي يسيطر عليها قرنق، وقال ناطق في مقر برنامج الغذاء العالمي في روما رويترز ان طائرات حلّقت على ارتفاع منخفض وهاجمت منشآت الاغاثة في مابيل مرتين الاربعاء وألقت تسع قنابل في المرة الاولى و11 قنبلة في الغارة الثانية. ولم تسجل اصابات، لكن منشآت الاغاثة استُهدفت بالقصف. واكد البرنامج انه سيجلي موظفيه من المنطقة. وقالت كاترين برتيني المديرة التنفيذية للبرنامج "هذه الهجمات العنيفة غير مقبولة على الاطلاق ونحن ندينها بشدة. انها تظهر عدم الاحترام لموظفي الاغاثة الذين يحاولون مساعدة السودانيين الابرياء … من الواضح ان المهاجمين لا يعنيهم ان يموت الناس جوعاً وإلا لما حاولوا وقف اعمال الاغاثة التي نقوم بها. لم يعد امامنا خيار سوى إجلاء موظفينا من مابيل". وقالت برتيني في بيان: "تأتي هذه الاحداث بعد بضعة ايام من تأكيدات الحكومة السودانية المتكررة لوكالات الاغاثة بأن موظفيها لن يُستهدفوا بأي هجمات".