أكدت الخرطوم امس انها تملك "أدلة دامغة" على تورط برنامج "شريان الحياة" الانساني التابع للامم المتحدة في تقديم دعم عسكري ولوجستي ل"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق وطالبت بمراقبة حكومية لشحنات الاغاثة ورحلاتها. وردت حركة قرنق أمس نافية ان تكون طائرات الاغاثة ساعدت في نقل أسلحة اليها، واتهمت الحكومة السودانية ب"استخدام الطعام كسلاح" في المواجهة. وقال وزير الدولة في مستشارية السلام السودانية الدكتور مطرف صديق ان قرار السودان وقف عمليات "شريان الحياة" من مطار لوكوشيكو الكيني "لن يكون له تأثير سلبي على توصيل الغذاء للمتضررين في الجنوب لأن الغذاء سينقل من مطار مدينة الأبيض والخرطوم الى الولايات الجنوبية". وأوضح ان الوقف "موقت ريثما تتم اعادة النظر في الاتفاقات المتعلقة بالبرنامج". وأفاد مصدر في برنامج الغذاء العالمي في الخرطوم الذي يشرف على عملية "شريان الحياة" ان المسؤولين الانسانيين لم يتلقوا ما يشير رسمياً الى وقف عملية شريان الحياة. وأوضح ان ممثل البرنامج مسعود حيدر اجرى اتصالات هاتفية مع مسؤولين سودانيين علم خلالها ان "توجيهات رئاسية صدرت بمراجعة عملية شريان الحياة"، وان التوجيهات قيد الدرس ولم تنفذ بعد. وأضاف المصدر ان البرنامج "يعمل الآن في توصيل الغذاء في اطار الاتفاق مع الحكومة السودانية". وأعلنت الحكومة مجدداً امس انها "لن تسمح باستغلال تسهيل الاغاثة في نقل امدادات من شأنها المساهمة في إذكاء نيران الحرب والاقتتال"، وتعهدت بمراقبة الأمر "بالحزم والدقة اللازمين". وقال وزير الاعلام الناطق باسم الحكومة الدكتور غازي صلاح الدين في بيان ان الحكومة "لن توافق على ارسال أي نوع من الاغاثة والامدادات من دون رقابة من جانب الحكومة تضمن ملاءمتها وتحقيقها للاغراض الانسانية المشروعة". واضاف ان "الحكومة ستتمسك بحقها الوارد في اتفاق شريان الحياة في مراقبة الامدادات الانسانية التي تصل الى تلك المناطق". وجدد التزام الدولة "توصيل الاغاثة والمواد الانسانية الى المتضررين والمحتاجين في كل انحاء البلاد. وفي سبيل تحقيق تلك الغاية ستشرع الحكومة في فتح كل الموانئ والمعابر السودانية لكل المنظمات والهيئات الراغبة في توصيل المساعدات الانسانية وتسهيل نقلها الى مستحقيها في مكانهم". وفي اسمرا، قال الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان ان "الحكومة تستخدم سياسة الطعام كسلاح". واعتبر ان حديث الرئيس عمر البشير عن اغلاق المجال الجوي واعادة النظر في عملية "شريان الحياة" "وما صدر بعده من تصريحات وبيانات متناقضة يؤكد ويوضح ان النظام لم يتخل عن تلك السياسة". ونفى عرمان ان تكون طائرات الاغاثة ساعدت في نقل الأسلحة لمواقع الحركة. واعتبر ان "هذا حديث عار عن الصحة، ويدل على استخفاف النظام بالمجتمع الدولي". وتساءل عرمان: "إذا كان النظام لا يحترم اتفاقاً موقعاً بينه وبين الحركة برعاية الاممالمتحدة فأي اتفاق نتوقع منه ان يحترم؟".