طهران - أ ف ب - اعتقلت السلطات الايرانية أمس صحافياً قريباً الى الرئيس محمد خاتمي، فيما اتهم مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وسائل الاعلام الاجنبية بالعمل "لخدمة الدول العظمى والصهيونية" بسبب تعليقها على قراره سحب مشروع تعديل قانون الصحافة من التداول في البرلمان. وقال خامنئي في بيان بثته وكالة الانباء الايرانية ان "وسائل الاعلام الاجنبية التي تستخدمها الجهات الدولية النافذة والصهيونية لم تتمكن من اخفاء سخطها وعجزها امام قرار مجلس الشورى" البرلمان". ورأى ان "اي عمل يرمي الى ارضاء اعداء ايران مصيره الفشل". وكان مجلس الشورى تراجع، بموجب مرسوم اصدره المرشد، عن ادراج مشروع تعديل القانون والذي قدمه الاصلاحيون، على جدول أعماله. واعتبر خامنئي آنذاك ان مثل هذا التغيير "لا يصب في مصلحة النظام". واتهم المرشد الصحافة الاجنبية ب"نشر أكاذيب وتحوير الحقائق لإثارة خلافات"، لكنه اشاد بدعم الشعب والبرلمان الايرانيين قراره. واعتبر ان تطبيق البرلمان فوراً مرسومه "يثبت ان بعض التفسيرات التي قدمها خصوم النظام الاسلامي والمتعلقة بالمجلس، بعيد عن الحقيقة". وكان سحب مشروع تعديل قانون الصحافة اثار شجاراً بين النواب المحافظين والاصلاحيين وتلته تظاهرات امام مقر البرلمان استمرت ثلاثة أيام لدعم المرسوم، والمطالبة بطرد النواب الذين يحتجون عليه. ومعروف ان المشروع يركز على تخفيف القيود المفروضة على الصحافة، علماً أن القضاء عطل صدور نحو عشرين صحيفة للاصلاحيين. الى ذلك، أكدت الوكالة الايرانية الرسمية توقيف مسعود بهنود الصحافي القريب الى خاتمي. واقتيد بهنود الى سجن ايوين شمال طهران، بعد استجوابه لدى القضاء الذي يسيطر عليه المحافظون، لمدة سبع ساعات. وكان القضاء اصدر الأربعاء مذكرة توقيف في حقه في حال لم يستجب دعوة للمثول أمام المحكمة السبت. وأكد مصدر قضائي اول من امس ان بهنود يواجه 85 دعوى معظمها من النيابة العامة و"انصار حزب الله". وبهنود صحافي معروف في ايران والخارج، وفضلاً عن مقالاته التي كان ينشرها في الصحف الاصلاحية يقوم بمداخلات كثيرة عبر اذاعات اجنبية باللغة الفارسية. وبعد "صمت مهني" استمر اكثر من عقد، اتخذ بهنود موقفاً مؤيداً للرئيس الاصلاحي خاتمي الذي انتُخب في ايار مايو 1997.